يا دارَميَّة باللِّوى فالأجرعِ - ابن معصوم المدني

يا دارَميَّة باللِّوى فالأجرعِ
حياك منهل الحيا من أدمعي

وسرى نسيم الروض يسحب ذيله
بمصيف أنسٍ في حماك ومربع

لو لم تبيتي من أنيسكِ بلقعاً
ما بت أندب كل دارٍ بلقع

لم أنس عهدك والأحبة جيرة ٌ
والعيشُ صفوٌ في ثراكِ المُمْرعِ

أيام لا أصغي للومة لائمٍ
سَمعاً وإن ثُغِر الصَّبابة ُ أسمعِ

حيث الربى تسري برياها الصبا
والروض زاهي النور عذب المشرع

تحنو علي عواطفاً أفنانه
عندَ المبيت به حنَّو المُرضِعِ

والورق في عذب الغصون سواجعٌ
تشد وبمرأى ً من سعاد ومسمع

كم بت فيه صريع كأس مدامة ٍ
حلف البطالة لا أفيق ولا أعي

أصبو بقلبٍ لا يزال موزعاً
في الحبِّ بين معمَّمٍ ومقنَّعِ

مستهتراً طوَع الصَّبابة في هَوى
قمرَيْ جمالٍ مُسفِرٍ ومُبرقَعِ

ما ساءني أن كنت أول مغرمٍ
بجمال ربِّ رداً ورَبَّة بُرقعِ

يقتادني زهر الشباب وعفتي
فيه عَفافَ الناسكِ المتورَّعِ

لله أيامي بمنعرج اللوى
حيث الهَوى طَوعي ومن أهوى مَعي

لم أنسه والبين ينعق بيننا
متصاعدَ الزفرات وهو مُودِّعي

إن شبَّ في قلبي الغَضا بفراقِه
فلقد ثوى بالمنحنى من أضلعي

أتجشم السلوان عنه تكلفاً
والطبعُ يغلبُ شيمة َ المتطبِّعِ