وحياتكم يا ساكني أم القرى - ابن معصوم المدني

وحياتكم يا ساكني أم القرى
ما كان حبكم حديثاً يفترى

أهوى دياركم التي من حلها
حل الجنان بها وعل الكوثرا

واهاً لهن منازلاً ومراتعاً
ترعى الظِّباءَ بهنَّ آسادُ الشَّرى

إن هزت الآرام سمر قدودها
هزَّت ضراغمُها الوشيجَ الأسمرا

أنظر بعينك هل ترى فيها سوى
رشأً يصيد بمقلتيه قسورا

أوليثِ عادية ٍ تنمَّر غائراً
يحمي بأنياب الأسنَّة جُؤذَرا

الله أكبرُكم يَرُعنَ ومن رأى
تلك الجآذرَ والقساورَ كبَّرا

وبمهجتي رشأٌ أغنُّ إذا جفا
جفت العيون لصده طيب الكرى

يوفي على الشمس المنيرة في الضحى
حسناً إذا حسر اللثام وأسفرا

لم يسلُ قلبي عشقَ أحمرِ خدِّه
حتى أسال لي العذارَ الأخضرا

قال العذول وقد أطال ملامتي
فيه ألا تُصغي فقلتُ ألا تَرى

هذا الذي جعل القلوب لحسنه
رقاً وما ابتاع القلوب ولا اشترى

لا والذي فتن العقول بحسنه
ما ارتاب قلبي في هواه ولا امترى

فارقتُه كَرْهاً وواصلتُ النَّوى
قَسراً وأضحى الصبرُ مُنفصمَ ل

م أدرِ أيُّ الغُصَّتين أسيغُها
إن عن لي ذكر الفراق أو اعترى

أفراقَ إلفي أم فراقَ مَواطني
وكلاهما لهبٌ بقلبيَ قد وَرى

لله أيامي بمكة والصبا
تهدي إلى فَودَيَّ مِسكاً أذفرا

أشري بكل الدهر منها ساعة ً
لو أنها مما تباع وتشترى