حجر في كثبان الرمل - عبدالرحيم محمود

فيم انفرادك لا أنيس
تراه في القفر المخيف

في ربقة الوهج الحرور
وغل عاصفة عصوف

وصبرت للهوج اللوافح
في الضحى صبر الأنوف

أرضيت بالصحراء عن
ظل المنمقة الغريف

وطلبت وحدة راهب
فيها وعزلة فيلسوف

~*~*~*~*~*~

هل كنت يوما في القصور
وعفت ضافية القصور؟

وأبيت أن تبنى عليك
صروح بهتان وزور

فنجوت للصحراء من
صخب المزاهر والزمور

تعلو على نغم الأنين
ونشجة القلب الكسير

أم كنت شاهد مصرع
الأخلاق في البيت الكبير

فهربت انك في الجماد
إذن لذو أسمى شعور

هل كنت قط مجنة
من كيد باغ ظالم ؟

وحميت هامة مبتلي
وفلقت هامة غاشم

وجثمت فوق عظامه
فصرخن تحت الجاثم

هل كنت سدا فوقه
تكبو مطايا القاحم ؟

وعلى المهامة صوة
تهدي ضلال الهائم

إن كنت ذاك بذذت
في الإحسان خلقة آدم

~*~*~*~*~*~

أنت الوحيد هنا
ومالي لا أقول أنا الوحيد

هيمان لا أدري الغداة
طريق منجاتي طريد

وإذا قعدت كما قعدت
أضر بالروح القعود

والروح يا بعض الجماد
عنى ومحملها بؤود

تأبى الجمود حصافة
منها ويأباها الجمود

قل لي: إذا لك مسلك
جدد ومطرق سديد؟