صفصاف الدير - عزالدين المناصرة

ﺛﻤّﺔَ، وجهٌ، يُنقشُ،
ﻓﻲ شريان الشجرة، منسجماً،
مع خيط الفجر المكلومْ.
ﺛﻤّﺖَ، طفل يكبر، يحمل ثورته منحدراً،
نحو سفوح جبال مدينتنا،
يتجلّى فوق الجبل الغربي.
يقرأ ﻓﻲ قاع الشجرة، تاريخاً محفوراً،
من زمن السيّد إبراهيمْ.
ﺛﻤّﺖَ، نقشٌ ﻓﻲ باب الساهرةِ، سيحكي
يرفع صوتاً نحو الجبل العالي،
ويقومْ.
وهنالكَ، بِرَكُ سليمانَ، يغازلها الصفصافُ،
يمرّ أﺑﻲ ... بهدوء، فأخاف.
يوشك أن يوقظَ ﻓﻲ الليل، سدوم.
أسمعُ همهمةَ حقولِ الزيتونِ،
وأسمعُ غمغمةَ المدنِ الصامتةِ، أقولُ:
البركانُ يدمدمُ،
أخلعُ ﻓﻲ الليل إزاري،
أسمعُ صوت المدن البيضاء، تناديني،
مدني لا تخلف ميعاداً، يا خيل الرومْ
ثمَّتَ، طفل، يقرأ ذاكرةَ الخضْرِ،
يغني، للصفصاف، العنب، الشيحِ،
القَيْصوم.
ويحاور صلبانَ السيّدِ ﻓﻲ الفجرِ،
أمام الأسوار السوداء.
وكذلك يمشي أثناء النوم، يكلم سيّدَهُ،
إيل فلسطينْ.
ويكلم أشجاراً دائمة الخضرة ﻓﻲ دير الطينْ
ﺛﻤّﺖَ، طفلٌ يركض ﻓﻲ قلب الزنزانةِ، طولاً،
أو عرضاً، حتى تسقط ﻓﻲ السجنِ،
سماءٌ، وسماءٌ، وسماءْ
حينئذٍ، يطلع صفصافٌ ﻓﻲ ذاكرةِ العُزلة ﻓﻲ الصحراءْ
تنبعثُ الأشياء.
يصبح طولُ الزنزانةِ،
وطناً، مزروعاً بالخُضْرةِ والماء.!!!