سراج العشّاق - عزالدين المناصرة

الدمعُ هنا بين الأدغال المرويّة، بالمطر السحريِّ
الأزهرِ، يتراكضُ ﻓﻲ الغاباتْ.
ودماء الزنج، هنا، صارتْ مزرعةً عاشقةً،
حين انهمر المطر السحريُّ الأخضرْ
صار الجبلُ الصخريُّ، مزاراً للعشّاقِ، مناراتْ.
ﻓﻲ باب الشام، ﻭﻓﻲ باب الطاقْ
السُيّاحُ الأفواج، جماعاتٌ كالطير الراحلِ
نحو مساقط غيماتْ.
من بعد عجافٍ أكلتْ صخر الأرض، وأثداء الرمّانْ.
ﺛﻢ تذكرتُ ينابيعَ الزيتونِ،
رأيتُ حبيبي بين الشلاّل الهادرِ،
والماء الصافي الفتّانْ
فأنشدتُ، وأنشدتِ الغاباتُ معي.
مدنٌ كالعشق، تقاطيع الغزلان.
بحارٌ كالعفو – ربيعٌ من عسلٍ ... وبناتْ.
قابلتُ البنتَ البيضاء القلبِ،
فما ابتسمتْ
طيلةَ جَلْستِنا
شربتْ وشربتُ
امتزج الدمعُ بنار الكأسِ، فأشرقت الأيامْ
قتلوا والدها ﻓﻲ الحرب العظمى السرّيةْ
وعلى مقعدنا الحجريِّ النمّامْ
مرّت أسرابُ النمل الأسودِ،
فوق الساقين المصقولينْ.
للكنعانيات ضفائرُ شقراءُ،
وفارعةٌ، كالحورة قرب العينْ.
الحنّاء الخمري على الأوداجْ
اللوزُ الأخضر مزروعٌ ﻓﻲ العينينْ.
كانت أُمُّ الغيثِ الخَضْرا ﻓﻲ الليل، سراجاً وهَّاجاً،
غائبةً كانت ﻓﻲ طرقات المنفى،
ﻓﻲ أدغالٍ، لا حدَّ لعينيها السوداوينْ.
وطلبنا من صخر الوادي أن ينطقَ،
من نبع الجبل الأشيب أن يتغنى
بأبي الراحلِ، والمطرودِ من الصفّينْ.
يا أمي انطفأ سراجُ العشاقْ
ﻓﻲ عتمة باب الأسباط، ﻭﻓﻲ باب الطاقْ.
أتوهج مخفوراً ما بين اللونين
يا أمي ... تأخذني عيناك ﺇﻟﻰ أينْ
تأخذني ... عيناكِ ... ﺇﻟﻰ أين؟؟؟!!!