أرى - عزالدين المناصرة

- يا أخضر القَسَماتِ، يا ريح الصبا
إني أرى، ما لا يُرى
وأشمّ رائحةً، وأعرفُ،
أن درب الشوكِ،
يمكن أن تطولْ.
يا سيدي، وأرى المدائن ﻓﻲ سُباتٍ،
والدمَ الغالي النبيل.
وأرى الهضابَ، تعمّها هوجُ السيولْ
وأرى العصافير الجياع،
أرى البراكين التي
ثارت، لتخضرّ الحقولْ.
وأرى زماناً، أخضر القَسَماتِ،
يوشك أن يقولْ:
إنْ ﻟﻢ نَشُدَّ الخيلَ، ساختْ،
تحتنا، الأرض البتول.
إن ﻟﻢ تُفجرها، وتشعلها لهيباً،
للسما الزرقا
تحجّرتِ العقول.
إن ﻟﻢ نقُلْها ﻓﻲ وجوههمُ،
سنصحو ذات يوم، فوق سمراء الطلول.
يا سيدي إني أرى، ما لا يُرى
(وأشم رائحةً،
أرى سُماً شهيّاً، قدّموهُ، لقتلنا ...
هُو ﻓﻲ طعامكْ.
وأرى الخليلَ، حبيبتي، نَهْباً لتجار الممالكْ).
وأشمُّ رائحةً،
فحاذرْ، إنهم حرباءُ، تظهرُ ﻓﻲ الفصولْ
أخشى، إذا طلع النهارُ،
تصيرُ بيروتُ – الخليلْ.