الرحيل إلى حيث ألقتْ ... - عزالدين المناصرة

بَدْرُ الزمان ﻓﻲ عيونهمْ يطوفْ
ﻓﻲ قلبه حمامةٌ برّيةٌ هَتوفْ
تحوم حول وجهه ﻭﻓﻲ بلاد الشامْ
شاهدتُها تُنقّر القُطوفْ
ﻓﻲ مهرجان العنب الشَّفيفْ
شاهدتُها ﻓﻲ ساحة الآلامْ
ﻓﻲ كفّها الوعودُ والرعودُ والدفوفْ
وشمعةٌ وضَّاءةٌ ﻓﻲ الرامْ
ودمعةٌ ﻓﻲ خدّها كنجمةٍ من نار
شاهدتُها تحوم حول الدّار
وصفَّقتْ لكي تنام
ﺇﻟﻰ جوار حبنا المُنيفْ.
سمعتُها تُذاعْ
شاهدتُها تنام ﻓﻲ مجلةٍ أنيقةٍ تُباعْ
صورتُها منشورةٌ على الغلاف
عيونُها غدائرُ الصفصاف
سحريةُ الخِلْقَةْ
جناحُها يميل للزُرْقَةْ
شاهدتُها
يا ليتني ما كنتُ قد شاهدتُها
فآهتي تقول إنني عشقتُها
وظل طيفها يصيح ﻓﻲ بلاد الشام
تلحقني، ﻛﺄﻧﻬﺎ تعرفني من ألف عام
فإن رميتُ جبهتي على الوسادة
تصحبني ﻛﺄﻧﻬﺎ الأيّام
هربتُ منها للصلاة والعبادةْ
لكنني وجدتها تنام
ﺇﻟﻰ جواري، شعرُها
كبحرِ موج الشاعر الهُمامْ.
وجدتها مقتولةً بأمرِهِ
ﻓﻲ قُمقم الظلام
وجدتُها تزوجتْ خلايا الضوء .
- حمامتي مذبوحةٌ، وريشُها منتوفْ
من أيّ جُحْرٍ جاء الثعلب الملهوف.
كأسي على المدى مغرورقٌ بالدم
كأسي على مَصطبةٍ ونجمُهُ منحوسْ
كأسي يدور فارغاً بين الكؤوس !!!