إن كنت تصدّقني ... كان بهِ - عزالدين المناصرة

ينطفئ الفانوسُ، لأن الفارس فوق التلّةِ
يشتاقُ التذكارْ
ينطفئ الفانوسُ، لأن امرأةً من لَهَبٍ تتقدمُ
نحو شرايين امرأةٍ غجريَّةْ.
ينطفئ الفانوسُ،
لأن امرأةً أخرى
تشتاق ﺇﻟﻰ الرجل الثاني ﻓﻲ الغار.
ينطفئ الفانوسُ،
لأن قطيعاً من رعيان المدن الصفراءْ
يتدافعُ صوبَ امرأةٍ بحرية.
ينطفئ الفانوسُ،
لأن الزيت الأزرق،
ﻓﻲ أُمّ المدن، احترقَ،
انداح على تمثال الحرية.
ينطفئ الفانوسُ،
لأنك تأتين وتأتين وتبكينْ
فلا يسمعك، سوى همهمة الليل القاسي
ﻓﻲ الوعر ... ولا يسمعك رفيفُ الحَنّونْ
ينطفئ الفانوسُ، لأن هجوماً أخوياً
ﻓﻲ الليل المطعونْ.
يتأهب، كي ينعف أحبابي ﻓﻲ البرّية.
ينطفئ الفانوسُ،
لكي تتعثر سيدةٌ فوق الدرج المأفونْ
يسقطُ طفلٌ ... كان من الممكن ﻓﻲ بهجة ضوئي،
أن يصبح صلباً كالزيتونْ.
ينطفئ الزيتونُ،
لأن ظريف الطول،
تفتش ﻓﻲ الوديان المنقوشة ﻓﻲ قلبي،
عن قش تشعلهُ،
كي تلهب هذا الغضب الأحمر ﻓﻲ مرج شراييني.
ينطفئُ حنيني
أَتنَثْوَرُ يا سفحي
ﻓﻲ الوعد الموعودْ
الريح الرملية ﻓﻲ الفجر تعودْ.
يشتعل الفانوسُ،
إذا هبّت ريحُ البحرِ، اهتزَّ صنوبرها البحريّْ.
ﻓﻲ شاطئ صيدا
بل، قرب القلعةِ ... بالتحديد.
القلبُ يرفرف فوق سطوح القرميدْ.
ﻓﻲ الأبيضِ
والأحمرِ
والأسودِ
والميّتِ
والبحرُ حنونٌ، يتموّجُ أوتاراً ... كالعودْ.
ينطفئ الفانوسُ،
إذا كان سراجُ الغولةِ،
يلمع ﻓﻲ الشوكِ،
على الصخرةِ،
ﻓﻲ مرجِ عُيونْ.
ذاك المرجُ الأخويُّ الحسّاسْ.
إن كنت تصدّقُني
كانَ بهِ ...
هذا عُرْفٌ كان جرى ﻓﻲ الناسْ
لكنْ، إن كنتَ تكذّبني،
فاسألْ جوزيفْ،
أوْ فاسألْ: حسناً، أو شوقي، أو إلياسْ.
ينطفئ الفانوسُ،
إذا سقطت، قُربَ عمود النور قذيفةْ.