توقيعات - عزالدين المناصرة

1. كانت جرَّتُها بين يديها، حين قلبتُ الجَرَّة
صفراء كتفّاح، بيضاء ... ومُحْمرَّة
أشهد، أنّي راودتُ البنت ... وكنتُ سفيها
قلت ﻟﻬﺎ: مرّة!!
وحياتكِ: مرّة
وأموتُ سفيها
لكنْ رفضتْ بعنادٍ ... كأبيها.
2. أهدته حبيبتُهُ دَعْبوباً من خبز الطابونْ
ظلَّ يخبئه ﻓﻲ العُبِّ شهوراً بلياليها
ظل يغنّي – حين تمرّ – لقامتها السمحاء
لضفائرها الملويّةِ كالأفعى
ظلَّ يغنّي سرخسها وسواقيها
حتى رفضته وصاحت: مجنونْ
صار رغيفُ الخبز الناشفِ ﻓﻲ الحفرةِ زيتوناً،
يُغريني أو يُغرْيها .
ظلّ يزور الحفرة أياماً
وشهوراً ... بلياليها.
يبكيه ... ويبكيها.
3. يتعفّر عنبُ القلب صباحاً بكآبته كالعادةِ،
عند رحيل الغيمة ﻓﻲ مرجِ حنينْ
يتغبّر ظُهراً شجر التين
ومساءً تندلقُ العتمةُ فوق وسادةِ تشرينْ
أسمع همهمةَ الرغباتْ
ﻓﻲ عِليّينْ
وصهيلَ سواقيها ﻓﻲ الحارات.
تطلبني للثأر وأنت صريع اللذَّاتْ
أسمع دمدمةً تتوالى ﻓﻲ جولاتْ
ﺛﻢ تموت السيّدة الفضيّة
مثل قرنفلةٍ مَرْخيَّة
تلقاها طحالبَ مرميّة
تتلفّع بالصمت وبالزيتونْ
ﻓﻲ أرجاء العِليَّةْ
- لكنْ قُلْ ﻟﻲ يا هذا:
بعد غبار دمويٍّ من طينْ
كيف يكون القمر نقيّاً ﻓﻲ تشرينْ!!!
4. خَبّئْ أشعاركَ لليوم الفاترْ
خَبّئْ بعض رصاصاتِكَ ﻓﻲ الوعر البدويْ
خَبّئْ قرشك للأيام الصعبة
خَبّئْ قلبك لامرأةٍ من زُوّان بلادكْ
من قال بأنك تحصد دوماً زوّانْ!!!
أغلبُ نسوان بلادي قمحٌ فتّان.
اسألْ – إن كنت تُشككني – جدّي كنعانْ
يروي أشعاراً من رمانٍ فوق سفينتهِ،
ﻓﻲ البحر الغادرْ
خَبّئْ أفراحك للصوت الآتي
من شادرِ عبد القادرْ
خَبّئْ فحماتكَ لينايْر.!!!
5. كنتُ خجولا، أكرهُ قرقعةَ الأضواء
قالوا: يتلفَّعُ بالصمت وبالحَيْرةِ
حين قهرتُ النجم الساطع ﻓﻲ أرجاء الحِيْرة
قالوا: يتشعبط جبلاً،
من أجل مواجهةٍ،
دون ذخيرة.
قال الراوي: يا سادة هذي الأنحاء
لولا الغيرة ... لولا الغيرة
ما حبلتْ – ﻓﻲ هذا الليل – أميرة!!!
6. دَفَنَتْهُ اليومَ صباحاً،
وضعتْ شجرَ الغار على حجر القبرْ.
ظُهْراً،
كانت تتكحّلُ،
أو ﻓﻲ أقصى الحالات – مع الفجرْ
لعريسٍ ... واعَدَها قرب النهرْ.!!!
7. سافر عكّاويٌّ من غرفة نومهْ
فوق ظهور الخيل ﺇﻟﻰ الشُرْفَةْ
حَلَفَ بغربتهِ السوداء
وبكى: يا غرفة نومي
ما أطولَ أيّام الشُرْفَةْ
ما أبعد قلب الغرفة!!!
8. طَخَّ خليليٌّ جَسَدَ البحر الهالكْ
بِرصاصات الغيرةْ
هل تدري: مَنْ غضبَ لذلكْ؟!!
هل تدري!!
- طبعاً: أهل الطيرةْ.
9. فجأةً، فجأةً، فجأةً ...
ظَهَرتْ طائراتُ العدوِّ بحضن الجبلْ
فقال الخليلي ﻟﻬﺎ ... ﻓﻲ خَجَلْ:
يا امرأةْ
طائراتُ العدوّ ترانا
فكُفّي عن الثرثرةْ
خذي هيئة الإنبطاحْ
- فقالتْ: أما تستحي يا رَجُلْ!!!
10. السماءُ التي لا تنحني
الأرض التي لا تنكسر
البحر الذي يُغويني
هذا هو الفلسطيني
هذا هو الفلسطيني.