أسوار - عزالدين المناصرة

مِرْيامُ سورٌ، ثمَّ بابٌ ثمَّ سورٌ ثمَّ بابٌ ثمَّ سورْ
وراءها تبدو لنا البلابل التي قد تقرض الأسلاكْ
وراءها القبورْ
وراءها مسالكٌ ونبعةٌ وسفحْ
وراءها كنيسةٌ خاويةٌ بلا جَرَسْ
وراءها صنوبرٌ وسروةٌ وصخرة مباركة
وراءها قلوبنا المُفكَّكةْ
خرجتُ يا مدائن الناموس والذبَّان والحَرَسْ
خرجتُ باحثاً عن وطنٍ نديٍّ ﻓﻲ مقالع الوطنْ
وقد وجدتُهُ على جدارك الولهانْ
وجدته ﻓﻲ دمه غَرْقان
أصابعُ البصْمات واضحة
مريامُ ليست حجراً أوْ سورْ
مريامُ نبضُنا الخفيُّ ﻓﻲ الصدور
مريامُ نجمةٌ أقوى من الصباح:
- ( ... أنا زي ما كونْ عسكري سكران
ماسكْ مدفعْ سَعْرانْ
أضربْ ﻓﻲ الفاضي ﻭﻓﻲ المَلْيانْ
يا ناسْ ... فين السِكَّة ؟!! )(1)
____
(1) نصّ للشاعر اللهجي المصري الصديق سيّد حجاب.