الأرجوانية - عزالدين المناصرة

ثلاثة أغربةٍ سودْ
ﻓﻲ طائرةٍ سوداء، ﻟﻬﺎ نجمةْ
راعيةٌ تغرف بالدَلْو الماء
ظلَّ الغيمُ يراوغُ، كي يمنحها بعض إشارات خضراءْ
لكنْ ... ما انتبهتْ
واتَّحدتْ، بتراب الأرض العطشى لشقائقها:
- رصاصةٌ على بعد مترين مني
رصاصةٌ ﻓﻲ قدمي اليُسرى، وزَّتْ
رصاصةٌ شقَّتْ خاصرتي، فانقطع الزُنَّار
رصاصةٌ أحرقت جدائلي، التي نسَّقتُها بأمشاط العاج
رصاصة ﻓﻲ حنايا الضلوع
تذكرتُ أخي، حبيبي الذي قُبلتُه،
حارقة كالزعتر
تمرمغتُ بالأرجوان القاني، والصَدَف التلحمي،
وأمسكتُ بأظلاف ساقيةٍ،
واتَّحدتُ مع شعبي الذي عدده كرمل البحر.
بكت الصفاصافة الناشفة،
بكت الغَنَماتْ
بكي سيّد الشمال، أﺑﻲ، وحبيبي، وبؤبؤ عيني
بكى الثعلب ﻓﻲ حقل القثّاء
توقف رّفُّ الحمام، دقيقة صمتٍ ﻓﻲ المنفى
اغرورق النهر بالدموع.
نسور الأعالي لاحقت طائر الحديد
نهشته بغيظٍ، لكن دون جدوى
خيَّم الأبدُ الدمويُّ على ساحة الأرجوانْ.