سجلاّت البحر الميّت - عزالدين المناصرة

1. لم أجد من أشكو له:
لا تُديروا ظهوركم له، لا تُودعوه،
فهو يعرفكم، واحداً، واحداً،
يحفرُ أسماءَ زوّاره، ﻓﻲ سجلاّت الأمواج.
أعرفه،
كنت أُطلُّ كل صباح نديٍّ،
ألقي السلامَ عليهِ، عليهِ السلامُ،
من أعالي جبال الضوء، والضباب، والهيش،
صرير الجنادب، يؤنسني،
سقا الله، سقا الله.
أعرفه أيضاً ﻓﻲ منافي العوسج والشوك،
تغشاني سحاباتُ ابتساماته الغامضة الحنونْ
تُدهش شجرتي، وعباءتي، وأُمُّ فسائلي:
- كيف تضحك، يا طحيناً منثوراً على الشوك!!!
- أضحكُ يا حبيبي، وأنا أرثيه كذئبٍ ملهوفٍ،
ﻓﻲ يوم جنازتهِ ... كان الشعراء الندَّابون،
وكان البحر الميّتُ، يضحك منّي،
حتى وقع على قفاه من النعش الأبيض،
حين رآكِ تتدلَّعين، كَمُهرةٍ غنوجٍ،
بثوبك الأبيض الهفهاف،
ترفرفين، مثل حمامات الثلج، ﻓﻲ أعالي الجبال،
ﻓﻲ سفوح التزحلق، ﻓﻲ الرمل البدوي،
ﻓﻲ مدرّجات قبائل الأرجوان،
ﻓﻲ حارة القزّازين ﻓﻲ الخليل.
كرومُ النار ﻓﻲ خدّيك، تتوهّج:
- الأخضر، والكُحلي ﻓﻲ جفنيكِ،
وفق الأصول،
خفّفي من غلوائهما،
ارحمي يتاماك ﻓﻲ الطرقات، يا أُمَّ الغيث،
قناديل الغيث، ﻓﻲ مسيرة الجفاف، أنتِ،
أم أساوركِ التي تتمرجحُ، كالطيور المهاجرة!!!
تصهلين، كمُهر الفتنة الربيعيّ،
بأضراسه الحليب ... وأسألوني
أنا الغارقُ ﻓﻲ نرجس الملوحةِ،
ﻓﻲ حنين المسافات،
ﻓﻲ الهواء الفاسدِ،
ﻓﻲ همسات الريح، والنميمة البيضاءِ،
أرقبكِ،
ﻓﻲ الصورة التذكاريّة التي سرقتُها،
بمهارةٍ ﻓﻲ الليل،
ﺛﻢَّ دمرتُ حنيني: قطعةً، قِطعةً،
وفَرَدتُهُ على خشب المقاهي البحرية،
كدفترٍ،
مزَّعتُهُ،
بأحقادي، وفؤوسي، وانتقاماتي،
كان البحر، مطمئناً، يُصغي لأغنيتي،
يجلس بهدوء،
كقارورة غازٍ أُنثى،
مثل أفعى لدنة، يتفجر بركان سُمّها.
شماليةً، كانت الريحُ،
كيف صارت جنوبيةً ... يا عزيزي!!!
ﺛﻢَّ بكيتُ عليهِ، كأنَّهُ شقيقي.
إنْ أنا تجاهلتُكَ أيها البحر،
فَليُذوبني، حنينُ الحمام،
حتى شقيقة روحي، أشاحت عنّي
حتى زعرورة الشوك، ﻓﻲ مدرّجات الرومان،
كانت حلزونيةً، كالمطارات اللولبيةِ،
حين سألوها عن سنوات دمي.
ﻟﻢ أجد من أشكو له، ﻓﻲ وحشتي،
حتى طبيبي،
يا حبيبتي،
عيَّرني بالحنين.!!!
2. طبقات:
دائماً كان يزمجر قلبي،
ﻓﻲ برّية البحر الميّت،
حيث المغاور، والسلاسلُ، والمنازل، والوعولْ
تليها،
تلالُ الملح،
غاباتُ قصب السُكَّرِ،
والمشمش البلديِّ،
بعدها،
تتلالا قصور الكنعانيين، بفسيفسائها، والكهرباءْ
تضيءُ خرائب روحي.
دائماً،
تأخذني، فخامةُ البحر، من أقصى شيخوختي،
تفركني،
تُفتتني،
ﺛﻢَّ تواسيني بمقلاع، كي آخذ بالثأر،
تُعيد صباغتي بالأرجوان الكنعاني،
تسيل ﻓﻲ الشعاب، مجروحة كالميجنا،
حيث الرعيان، يحرسون الليل بالأغاني،
ﺛﻢَّ قرع الطبول،
والأدعية الطازجة ﻓﻲ المُنحدرات،
عند قمر السُرى،
عند صلاة الصباح ﻓﻲ مسجد اليقينْ
عند مغارة الجبل، حيثُ قطعتُ صُرَّتي،
حيث ولد مؤابُ، وولد عمُّونُ،
من نبيذ كرم أﺑﻲ،
سُلالةٌ خُلقتْ للدم، والسوط، والتجوال،
سلالةٌ من أشجار الصبّار والحرقة،
سلالةٌ من أرجوان البحر الغربيِّ،
من صهيلهِ الحنون،
سلالةُ المذابح الشهيرة، والصمت، والمسامير،
أيُّ بياضٍ فاقع، ﻟﻢ يكن فيه أحبابي.!!!
كان الشعراء الغارقون ﻓﻲ العلامات،
الشعراء الزوّار الذين لا يعرفون،
حين تخلخلهمُ الأقداحُ والموشحات،
يتباكون، عند خاصرتك الشرقية،
يتوهمون، أنّهم قد قرأوا طفولة الحِصرم،
يتوهمون، أنّهم قد وصلوا ﺇﻟﻰ صابونة قدمي،
الشعراء الذين تعمّدوا الوصول، قبلي
الشعراء الذين استعانوا بالمهدئات،
الشعراء الذين استعانوا بهراوات الشرطة،
كي يسمعهم هذا البحر الميّت، بالقوّة،
أيُّ قطيع هذا المنتشر بأطراف القاعات.!!!
الشعراء الذين منحوا البحر
أوسمةً من تنكٍ، وقلائد من خشب الذُلْ
عادوا هذا المساء،
ﺇﻟﻰ جحورهم، عادوا،
يرفرفون بقمصان الخيبة،
مع هذا، فقد زعموا أنَّ البحر الميّت،
كان مُبتهجاً ﻓﻲ تابوته الفضيّ!!!
أنا الذي يعرف السرَّ ﻓﻲ حصى الدهشة،
أنا المدجّج بالطفولةِ،
الفارعُ الهمّ،
أحمل همَّكَ يا بَحرُ يا قتيلُ ... وحدي.
أمسك شمسك من قرنيها،
وأغمّسُها ﻓﻲ ملحك، حتى
يطَّهر هذا الإثمُ المُزمنُ،
ﻓﻲ صحراء قلوب الزوّار،
فلا تقتربوا من بحري.
أنا نرجس الغُدران ﻓﻲ سهل الدم،
أتّقدُ كجمر الغضا،
يا مالك يا ابن الشكّ، والوساوس،
لا البرد الذي يُقَشْعِرُ الغزلان ﻓﻲ الأباطح،
يَثنيني
لا الأسلاك المتكوّرة كجلمودٍ،
بين القمر البحري،
وبين السيف الليلي الذهبيّ،
يمنعني،
من نزفٍ فوق المرتفعات.
أقبلُ البحر،
ملحاً أُجاجاً،
أقبلهُ ناشفاً،
أقبله ميْتاً ﻓﻲ نعش رماد الطبقات،
أقبلُهُ،
بركاناً خامداً ﻓﻲ الجُرف، بعد الهزيمة،
أقبلُهُ،
زلزالاً نائماً، دمعتُهُ على خدّهِ،
يبكي أحبّته ﻓﻲ القارّات.
وسواءٌ هُزم البحر، واستلقى قتيلاً مسجىً،
أمام قبائل الليمون، والزيتون، والعنب،
أو غاص ﻓﻲ القاع، خجلاً من فعلتهِ،
ومن شِدَّة الحزن، تولّد الصهيل،
إنه قتيلي، وابنُ قبيلتي.
أمَّا الداليةُ السمراء، بكشاكشها الخضراء،
فقد صارت زجاجةً من نبيذ مُزّ،
من أجل الليالي المعتمة، كقاع القِدْر،
أمَّا البحر، قتيلي الذي يطلبني للثأر،
طبقاتُ أجنتهِ، نادتني ﻓﻲ هذا الليل،
فهو الفتنةُ، وأنا ﻓﻲ جنينةِ دار سيدي،
وعلى مقربةٍ من جسد البحر،
أحرسُهُ مثل أﺑﻲ.
3. مذبحة البحر:
جالساً على عرش السحاب،
مرخياً سوالفي كوثني،
حتى أُتيحَ الطيرانَ، فوق الأرض، للشعراءْ
كلُّ شاعرٍ بدرهمينِ،
بمقلاعي، أتسلّى ﺑﻬﻢ، واحداً، واحداً،
أَنقفُهُمْ بحصاة من الصُوَّان، فيهربون،
أُزحلقهم ﺇﻟﻰ قمة الصخرة البازلتيَّة،
ﺛﻢَّ يتدحدلون ﺇﻟﻰ القاع،
ﺇﻟﻰ القاع، ﺇﻟﻰ القاع، ﺇﻟﻰ القاع،
أيّها الشعراء المَوْتى.
أهبطُ من عليائي،
مفتوناً بالنرجس الجبليّ،
أتسلل بين أزهارك، يا بحرُ،
ﻓﻲ مرآة السماء،
الحمامُ الأزرق يُوشوش القمح،
لا يتناجى اثنان، دونك يا بحر.
ﻟﻢ أجد من أشكو له،
حتى جرائدي، وعرباتي، ومناديلي،
الزاجلاتُ، ﻟﻢ يوصلن رسائلي،
حتى صديقي، مقلع المرمر، والرخام،
شكى من وقع إزميلي.
أمس، دفنت البحر ﻓﻲ البحر، وحدي،
ﻓﻲ عزلة الشيح، اخترقتُ بكلماتي، وحشتي
كفّنتُهُ بعد الغسيل، بورق الرند سِرّاً،
ثمَّ عدتُ ﺇﻟﻰ منفاي الصخري
لا تكن قاسياً عليَّ أيها البحر.
هل أقول لامرأةٍ تتهيّأُ للزينة عن حزني!!!
هل أرقصُ وأرشُّ الدمعة ﻓﻲ الأعراس!!!
هل أدعو صديقاً مُنْشغلاً بحفلة النفاق الرماديّة
كي يشاركني ﻓﻲ مذبحة البحر !!!
هل أتاك أيّوبُ البدويُّ ليلاً يا بحر!!!
دائماً،
كانت عيناي ترفَّان، كالنرجس،
فأُقمّطُ أسراري ﻓﻲ أحشائه،
ﻓﻲ أحشائه، البوتاس والبارود،
الزمن المرتجف من البرد، بلا أساطير
ﻓﻲ قلبه النساء الموءودات ،
ﻓﻲ قلبه قناني النبيذ،
النساء الناريّات، كالفلفل والبهار:
- بناتُ عمّي المؤابيّات،
حارقاتُ أكبادِ العشّاق،
النساء الهوائيات الغارقات ﻓﻲ الرقص.
- بناتُ عمّي الإغريقيات،
يخلعن بالوجد أشجار الطرقات.
لا تتلهفي
لا تخلعي جلدك الأبيض تحت الشمس،
كوني عموداً من الضوء،
فوق عرش سحاباتي،
اجلسي، قرب المباخر، وسماواتي،
يتهاطلُ البهار الحارق ﻓﻲ منحدرات الدم.
النساء التماثيل، يعبرن كالثلاّجات البيض.
الفتيات العابرات، كفراشات أغصان البرقوق،
مررنَ قُرْبَهُ، وغمزن البحر الميّت،
أشعلن ﻓﻲ قلبه، فتنةً نائمة،
عايرنه بالخوف، والذبول،
عايرنه بالملح والآثام والقصدير،
عايرنه بقلبه الداكن، بِعَنْجَهيّةِ الدوّاماتْ:
يا بحرُ يا ميِّتْ،
يا بحرُ يا ثقيلْ
انظر لمائنا،
عذباً كسلسبيلْ
انظر لحقلنا،
وخضرة البقولْ
يا بحر يا ميّتْ
يا بحرُ يا هبيلْ
ملحٌ وَزَنْجَبيلْ
ركضتَ في الحقولْ
فانفجر القتيلْ
نحن بنات النعشْ
نختال ﻓﻲ السماءْ
يا بحر يا قتيلْ
نظرتَ للوراءْ.
- عايرنه، بكرومه، بمقالع مرمره،
بالعنب المُرّ، وأشجار الشهداءْ
بمغاوره، بدوره المنسوفة،
بامرأةِ البحر التي تنظر للوراء،
عايرنه بأبجدية كنعان.
(أعيدوا ﻟﻲ، معاركي،
أعيدوا أبجديتي، وحجاري،
أعيدوا ﻟﻲ، شيحي، وقيسومي، وعراري،
حجر انتصاراتي الذي صدَّهم، واحداً، واحداً.)
يقع البحر الميّت بين بريَّة كنعان،
وجبال قلبي التي تصل الأرض بالسماء،
منكسرَ الروحِ،
مُسجىً
كشهيدٍ قديم، جرحه أخضر،
حين تدفقت الينابيع، هاربةً باتجاه الجبالِ،
ثمَّ عادت، يوم جنازته للقاعِ،
بهدوء الحوريَّات،
حتى لا تنزعج الجنيّات، بثيابِهنَّ المزركشة.
ﻓﻲ الليل يعاتبنا البحر،
ونحن نسكن أعالي الرعب،
يتمدد البحر مازحاً، ﺇﻟﻰ أسرّة زوجاتنا،
تغار من مزاحه الصعب،
(يا بحر يا ميّتْ
يا بحر يا ثقيلْ).
نقرأ المراثي، ونكظم خوفنا،
نحن الملغومين، بالحقد، على قاتليهِ،
كُنَّا سَبباً،
فاصلةً،
حجرا،
إبريقاً
نصوغ لفلذاتنا، حليبَ الندم.
نحن جيرانه، وعشيرته، وأهله،
كنّا سبباً،
ننام على غصّةٍ من زقّوم آثامنا.
نحن أحفاده الذين توارثوا، أسطورة الدم،
ﻟﻢ نلتفت ﻓﻲ الخفاء للوراء،
حتى لا نلمح خطايانا المحنَّطة،
نَتَّهمُ أنفسنا كالعادة، على مذبحةٍ، ﻟﻢ نرها.
4. عنبُ البحر:
كانت النساءُ، لاهيات بزينتهنَّ،
على كل جفنٍ،
ظلالٌ من الكُحل، والأرجوانْ
سامقاتٍ، كنَّ، كالصنوبرات،
نهودهنَّ عنبٌ مالح، يا إلهي
أطِلْ قامتي، كي أراكْ
إلهي أطلْ قامتي، كي أراكْ.
كلُّ جبلٍ يتوكأ على قنطرةٍ،
تاركاً فسحةً من شبق،
تركض الخيل ﻓﻲ ساحاتها الفساح.
هُنَّ أمّهاتنا، وحبيباتنا الرعويّات،
جالسات ﻓﻲ ظلال السدود.
غرفتُ كبريتاً من البحر،
خلطتُهُ، بعنقود عنب حمدانيّ،
صَحَنْتُهُ، برحى المعاركْ،
قبل الموت، أشارتْ قانعةً، بأصابعها،
قبل الموت، اتكأتْ فوق وسادة البحر،
قلت ﻟﻬﺎ: مَسّدي أضلاعي، بحليب أجدادي،
دخلتُ فروعها، فانهمر الرذاذُ،
من قِرْبةٍ، تَهُرُّ، من السماء،
كانت حبّات العنب الجندليّ،
تتهاطل ﻓﻲ شراييني، كالعاصفة،
قبل الموت تجيء.
كم تلذذت بعذابات البحر ﻓﻲ نومي،
نشاهده الآن، سمحاً كالتفاح،
ليِّناً كفخذٍ ربيعيّ، أشويه تحت الشجرة،
ﻟﻬﺬﺍ يمكننا الآن، أن نقرأ أسرار القتيل،
أن نقرأ الصحف على ظهره، دون أن يغضب،
مع هذا،
فالبحر الميّتُ، جَمَلٌ صحراويٌّ حقودٌ،
لا يُؤمن جانبُهُ، حين يرقص السماح،
فلنحذر دوَّامات البحر،
البحر الميّت، لا ينسى.
لا تغضبوا، إن غضب البحر الميّتُ،
فاجأكم بِعَفْسَةٍ من كبريت اللعنةِ،
أو قنبلةٍ من قيء الرماد.
لا تعتبوا
إن هاجمكم، مثل ذئب مجروح،
وجركم ﺇﻟﻰ قاع خطاياكم، كالنمل الأسودْ.
- (سَمْحٌ مثلي،
نَزِقٌ مثلي،
وجميلٌ هذا البحر الميّتُ،
مثلُ بناتِ عمومتنا ﻓﻲ الصحراءِ،
ﻭﻓﻲ كريت العذبة، كالمشمشةِ البلديَّةْ.
غولٌ هذا البحر الميّت، طيبتُهُ، تمتصُّ
وشاياتِ الشعراءْ
الشعراءُ يبيعون المعلومات المغشوشةِ،
تحت الأضواءْ
كيف أصدّق أشجار الزقّوم المرميَّةِ،
ﻓﻲ بَهْو الجنرالْ
إن كانت من مزرعة البحر الميّتِ،
أم من وجع الموّالْ.)
- أيّها الشعراء الذين ﻟﻢ يفهموه،
أيّها الزوّار الذين يبحثون ﻓﻲ سجلاّتِهِ،
أنا حفيده الوحيدْ.
أنا الذي رآه ﻓﻲ قاعات المرمر، يرسم الخرائطَ،
هناك، سمعتُ دالية، تقول لشقيقتها:
أعراسنا هل تدومُ،
أم يغطّينا الغَمْر العظيم ﻓﻲ سدوم
يا أختي الجميلة، كالقرنفلة !!!
كان هذا، قبل أن تتكوَّم المرارة ﻓﻲ طبقات القلب،
كان هذا، قبل أن أتزوج بالفواصل والخطوط،
أنا حفيده الوحيدْ.
دموعه من دموعي،
أبكيه كشهيد،
كشجرة زرعتها، ﻓﻲ غبار ضلوعي،
فاقتلعوها ﻓﻲ ليل الليل،
هو جدّي، وشقيق روحي،
هو سيّد عائلة المذابح،
لا تقتربوا منه،
لقد طوّبتُهُ،
ﻓﻲ دائرة عقارات الكنعانيين،
نقشتُ مذابحه،
ﻓﻲ سجلاّت حجر الانتصارات،
من أول مذبحة، قرب البئر ﻓﻲ غابة الزيتونِ،
حتى آخر مجزرةٍ ﻓﻲ قلبي،
هو القتيل القابل للاحتمالات.