البلاد طلبت أهلها - عزالدين المناصرة

الأغاني التي أنجبتها خطايْ
سقطتْ ﻓﻲ الكهوف
يا رنين السيوف.
-2-
صوتُنا كالينابيع إنْ جلجلتْ
ﻓﻲ عروق الصخور
أورق العشب فوق السفوح
صوتُنا مثل طوفان نوح
جنّةٌ ... ونعيم
صوتُنا كامتداد اللظى ﻓﻲ الجحيم
صوتُنا واحدٌ عندما ينهمر
أُمُّنا سمحةٌ كالسماءْ
وأبي عاصفٌ غاضبٌ ومطرْ
والذي بيننا
كلماتٌ تقال فتكبر ﺛﻢّ تروح
والذي بيننا،
حبَّةٌ كبّروها فصارت قُروحاً وراء القروحْ
مرّةً يحدث الارتخاء
ﺇﻧﻤﺎ دمنا ليس ماء
دمنا ليس ماء.
-3-
الأماني التي صغتُها ﻓﻲ الصبا
ضيّعتها الدروب
يا زمان الحروب.
-4-
يا خيول الجبال التي لا تنام
يا كروم المطر
أنت ﻟﻲ مهرةٌ كالقمر
أنت ﻟﻲ فرسٌ جامح ﻓﻲ المروج
يا خيول الجبال التي لا تلين
يا خيول القرى ﻓﻲ غبار الغجر
كلّهمْ باطلٌ ﻓﻲ البلاد التي تحلمين
الليالي، هنا علّمتني السهر
الليالي، هنا علّمتني الحنين
يا خيول الجبال التي لا تلين
كلّهُم باطلٌ ﻓﻲ البلاد التي تحلمين.
-5-
يا حمام العُلا
يا حمام البروج
كيف حال القرى بعدنا
وزمانُ تراشقنا بالثلوج.
-6-
لو تدعني أكلّم هذا الحجر
لو تدعني أكلم هذي الملاعب قبل السفر
لو تدعني أُقبّل كعب النخيل
قبل يوم الرحيل
فالبلادْ
طلبتْ أهلها
وأنا كرياح الجنوب
أحِنُّ لريح الشمالْ
وأنا كالتراب الغريب
ﻓﻲ بلادٍ تعاف التراب
والبلادْ
ذكرتني ... أنا واقفٌ بانتظار شروقي
والبلاد
طَلَبتْني ... فحنَّتْ عروقي
لو تَدَعْني أكلّم هذي الملاعب قبل السفر
لو تَدعْني أُقبّلُ كعب النخيل
قبل يوم الرحيل.