بين الصفا والمروة - عزالدين المناصرة

أتيتُ من رمال نجدٍ ... من تِهامةْ
ومن بلاد الشام، والفرات، من مدينة اليمامهْ
ومنزلي تركته ينوح ﻓﻲ كثبان طَيّْ
طلبتُ منك، سيّدي
وكل مَنْ وعدتَهُ، أعطيتَهُ الأسرار والحقائقْ
وطفلك الفقيرْ
أنكرتَهُ، نسيتَهُ يلوبُ ﻓﻲ الحدائقْ
مُتيّماً كعاشقْ
حرمتَهُ من لذّة الوصال والتطهيرْ
تركته محترقاً ... بدون فَيّْ
ينوحُ ﻓﻲ كثبان طَيْ.
ها أنذا أحوم حول القبة الزرقاء
بدراً ... بلا أضواء
ﻓﻲ ليلةٍ بليغةٍ ليلاء
نجومها ثابتةٌ مجهولةُ الأسماء
تلمعُ ... ﺛﻢ تنطفئْ
أمكثُ طائراً ينقّبُ الفضاءْ
وبعدها يمرُّ فوق جبهتي الشتاء
أذوبُ نُطْفةً فَنُطْفَةً،
إذا تَسلَّقَتْ جُمجمتي عواملُ الفناء
ﻓﻲ الكرمل المُضاء
ها أنذا ألوبُ كالحمامة
عاشقةِ العَذاب قبل موعد القيامة.
ها أنذا ألوب كاليمامة
فقد طغى الغَمْرُ واضطربتْ صورتُهُ،
وامَّحت الأسماء.
وها أنا ألوب كالحمامة
أدور ﻓﻲ المياه
كما يدور الصِّفْرُ ﻓﻲ مكانه، أدورْ
أكتب فوق جبهتي الأيام والشهور
- لقد نسيتني
لا أنت قد منحتني تأشيرة الدخولْ
ﺇﻟﻰ حصى الأنهارْ
ولا تركتني أرتّلُ الأشعار
ولا رميتني يا سيّدي ﻓﻲ النار
وها أنا معلّقٌ على هواء فاسدٍ،
على ذراع سَرْوَةْ
وها
أنا
أسعى
من
الصفا
ﺇﻟﻰ المَرْوَةْ.