دادا ترقص على ضفّة النهر - عزالدين المناصرة

هبطتُ ﺇﻟﻰ جنّة اللوز ﻓﻲ الحلْمِ، قابلتُ دادا،
ومن تلكَ يسألني الحجرُ الأخضرُ.
سمعتكِ ﻓﻲ الحلمِ، من أنت، دادا التي هجرتني ﺇﻟﻰ الرقص ﻓﻲ الغاب،
عاريةً، نهدُها يزأرُ.
وكانت مرارة قلبي تسيل، ضحكتُ، وكانت مرارة قلبي تسيلْ
رقصتُ على ضفة النهر مثل السحالي، وأومأتُ للراحلةْ
غصون الدوالي تُهمهمُ للشيح بالرقص بين النساء اللواتي
لبسن خِماراً، يتمتمُ: هذا المدى ماعزٌ أسمرُ.
أمِنْ سفح عيبال، جئتِ كتفاحةٍ طازجة؟!!
أمن رأس جلعاد، جئتِ كرمّانةٍ قرب نهر السماءْ
رأيتك بين السطور التي حَبَّروها فما ارتعشَ الدفترُ.
رأيتك ﻓﻲ عنب الشام، ... لا
رأيتك قولي، رأيتكِ أين إذنْ؟؟؟
- ولدتِ من الصَخْرِ، جئتِ كجنيَّةٍ،
مثل ريح الشِتا تزفُرُ.
- سمعتكِ ﻓﻲ الحُلْم دادا، عيونك ضوءُ السراجِ، وهمسُ المتونْ
وثدياك عنقود نجْمٍ ... وطولُكِ نخلةُ هذي الشعابْ.
أنا لحبيبي، ولكنَّ قلبَ حبيبي، كصخرة رُعبٍ
تكسَّر فوق قساوتها العاشقونْ
نزلتُ ﺇﻟﻰ جنّة اللوز، قابلت دادا، ومن تلك دادا؟؟
أنا مثلكم أتساءل: يا قاتلي من تكونْ؟!!
هي الرعدُ بين حنايا السكونْ
ومَنْ قد ترامى على قلبها المُدْنَفونْ
وفخٌّ لمثلي، إذا كنتُم تعرفون ولا تعرفونْ.
(جرجرني العشقُ ﻟﻬﺎ
فعبرتُ سما التيهِ
ونصبتُ الفخّ ﻟﻬﺎ
فوقعتُ أنا فيه.)
- وحدّقْ هنا  هذه الفخُّ، لا تقتربْ
لأنَّكَ من صُلْب كنعان، حدّقْ ولا تقتربْ.
تظلّين ﻓﻲ خاطري كاشتعال المُنى
ﻭﻓﻲ حبّ دادا، ﻭﻓﻲ موت دادا،
ﻭﻓﻲ صحو دادا ... أذوبُ أنا.
أظافر دادا طويلةْ
وصبري طويلْ
وسيقان دادا نحيلةْ
وعودي نحيلْ
أيا عهد دادا، أعدْ ﻟﻲَ دادا على تلّةٍ من نخيلْ
وخبَّأتُ دادا بضلعي، وأغرقتُها ﻓﻲ المساء بخمر الخليلْ
لعلّك تأتينَ، تخضرُّ شمس الطلولْ.
لقد كان ﻓﻲ قلب دادا، مزارٌ،
ولكنَّ دادا كصارية الأرخبيلْ
طريقي إليها طويلْ
طويلٌ، كدربكَ لوركا ... ﺇﻟﻰ قرطبةْ
طويلُ النوى، واسألوا الشاعر الغجريَّ الذي
قَشَّر البرتقال على المصطبةْ!!!
1. هنا كانت منازلنا ... قُبيل الردم ﻓﻲ تمّوزْ.
2. ولدتُ وحيداً كالنحلة ﻓﻲ البريَّةْ.
3. نهر العذراء بكى، ﻟﻤّﺎ سمع الأشجار تذوبْ.
4. الآباء ارتحلوا قبل رحيل الأعداء.
5. عين الماء هنا نشفت من حزن الآباءْ.
6. تقوقعوا خلف المنى،
ومن هنا مرّوا ()
7. وبقيتُ وحيداً كالبيت المردومْ
أهجوا قطعان الروم.
- رأيتك ﻓﻲ صالة الرقص، أنتِ لعلّك أنت السكون المريبْ.
ألا تعرفين تضاريس قلبي؟!!
- أنا لستُ دادا
أنا وجه هذي المدينةِ، قلب المدينةِ، عين المدينةِ، صارتْ رمادا
بلادُ السهولِ الجليلةِ، صارتْ لرأسي وِسادا
- أنا لستُ دادا
إذن من دعاك لسَمْلِ عيوني؟؟
أنادي بأسواق هذي المدينةِ ... مَنْ شافَ دادا
له من عيوني سلامْ
ومَنْ يا بنات الخليل رأَتْها ... ﻟﻬﺎ ﻓﻲ شفاهي كلامْ
شروق الطيور على قاعة الرقص، وعدُ حبيبي
بناتُ الخليل اللواتي، نسين الفتى،
والكروم، وبئر السبيلْ
نسين الذي ﻓﻲ المنافي يجولْ
أنا عاشقٌ يا بنات الخليلْ.
- ليأتِ إليَّ حبيبي، فقد أوجعتني بلاد النوى
قوافلهمْ عبرتْ يا أﺑﻲ وأنا، واقف خلف باب الأحبةِ،
رأسي امتلا بالمطرْ.
عيوني من الحزن بيضاء، والريح تسفي، وقلبي انكسرْ
قوافلهمْ عبرتْ يا أﺑﻲ
قوافلهمْ عبرتْ يا أﺑﻲ
قوافلهمْ عبرتْ يا أﺑﻲ.