((عنك هناك وعنا هنا . . )) - فدوى طوقان

إلى الشهيد وائل زعيتر
كانت رسالته وضع الحقيقة
الفلسطينية امام عيون العالم
المضلل واللا مكترث.
- - -
-1-
حين جاء النبأ الريّان من دمّك غطانا الخجل
حين قالوا : كانت الغربة والداء له زاداً وماء
نحن غطانا الخجل
حين قالوا : كان يعطينا على جوعٍ ، تململنا
وغطانا الخجل
وبقينا في العراء
دون ستر أو غطاء
من يغطي عرينا من
يسبل الستر علينا يا بطل ؟!
-2-
حينما الليل الذي أغمض عين الشمس
أمسى في خطر
حينما مستنقع الأكذوبة النكراء أمسى
في خطر
حينما الوجه الذي
قنّعت تشويه الأصباغ أمسى في
خطر
حينما الدنيا الهلوك
وقفت ضدّك واستعصيت انت
وتأبّيت على العالم أنت
اقبلوا في معطف الليل وداروا
في الظلام
دورةًً غدّارةً واقتنصوك
*******
وجهك الغائب يلقانا على صدر الجريده
وعلى نظرة عينيك البعيده
نحن نمضي ونسافر
ونلاقيك ، نلاقيك على
قمة الدنيا وحيداً يا بعيداً ، يا
قريباً ، يا الذي نحويه فينا في الخلايا ،
في مسام الجلد ، في نبض الشرايين التي
وتّرها الحزن المكابر
يا بعيداً ، يا قريباً ، نم على الصدر الذي
يفتحه ((عيبال )) من أجلك أسند
رأسك الشامخة اليوم إلى ((القبة))
فالصخرة في القدس احتوتك الآن
حين الموت أعطاك الحياة
أنت يا
عفّنت لبّاً وقشراً
عطبت لحماً وعظماً ، أنت يا
باعث الهزة في الدنيا الموات
أنت يا ملقى بلا اهل بلا ارضٍ على
أرصفة الغربة ملقىً نازفاً تحضن
في الصدر بساتين الوطن
وسماوات الوطن
والسهول الحالمات
بالأخاديد وبالمحراث والأمطار ، يا من
حزنه كان بأرض التيه والتشريد خبزاً،
نبع ماءٍ ، قمراً ((لا)) للموت والتيه
وللوجه الذي عشرين عاماً ظلّ مسروق
الهويّه
أنت يا شمس القضيه
نم هنا في الوطن الحاني فانت الآن فيه
يا بعيداً وقريباً
يا فلسطيني أنت !
أيها الرافض للموت هزمت الموت حين
اليوم متّ.