الطرقات الأخيرة - فدوى طوقان

هلاّ تفتح لي هذا الباب
وهنتْ كفّي وأنا أطرق ، أطرق ــ
بابك
أنا جئت رحابك أستجدي
بعض سكينه
وطمأنينه
لكنّ رحابك مغلقة
في وجهي ، غارقة في الصمت
يا ربّ البيت
مفتوحاً كان الباب هنا
والمنزل كان ملاذ الموقر بالأحزان
مفتوحاً كان الباب هنا والزيتونه
خضراء ، تسامت فارعةً
تحتضن البيت
والزيت يضيء بلا نار
يهدي في الليل خطى الساري
يعطي المسحوق بثقل الأرض طمأنينه
ورضىً يغمره وسكينه
هل تسمعني يا ربّ البيت
أنا بعد ضياعي في الفلوات ــ
بعيداً عنك أعود اليك
لكنّ رحابك مغلقة
في وجهي ، غارقة في الصمتْ
لكنّ رحابك كاسية
بتراب الموت
ان كنت هنا فافتح لي بابك لاـــ
تحجب وجهك عني
وانظر يتمي وضياعي بين ــ
خرائب كتفي أحزان الأرض ــ
أهوال القدر الجبار
لاشيء هنا
عبثاً ، لا رجع صدى لا صوت
عودي . لا شيء هنا غير الوحشة ــ
والصمت وظلّ الموت