أعطنا حبــــــــــاً - فدوى طوقان

الاهداء
(( إلى الهاربين من القلق والضياع))
فدوى
- - -
عام 1957
-1-
انتهينا منه ، شيعناه ، لم نأسف عليه
وحمدنا ظلّه حين توارى
دون رجعة
لم نصعد زفرةً خلف خطاه
لم نرق بين يديه
دمعةً ، أو بعض دمعه
بعد أن جرّعنا من كأسه المرّ الحقود
بعد أن أوسعنا لؤماً وغدراً
وجحود
غاب عنّا وجهه الممقوت ، لا عاد لنا
كان شريراً ، أمات الشّعر فينا
والمنى
كان شرّيراً ، وكانت
عينيه تنضح قسوة
كرع اللذّة من آلامنا
وأتى قتلاً وتمزيقاً على أحلامنا
وعلى أشلائنا نقّل خطوة
عصفت هبّاته الهوج بأشواق رؤانا
بعثرت آمالنا عبر الدروب المغلقة
أوصدت باب الغد المأمول في وجه منانا
وثنت خطواتنا المنطلقة
انتهى ، ما كان إلاّ نزوات وجنونا
كان ارهاقا وتعذيبا وهونا
وانتهينا منه ، شيعناه ، لم نأسف عليه
لم نرقرق دمعةً واحدةً بين يديه
آخر ديسمبر 1957