جريمة قتل في يوم ليس كالأيام - فدوى طوقان

(إلى روح الطالبة الشهيدة
منتهى حوراني)
- - -
ويوم امتطى صهوة العالم الصعب يحمل غصناً بيد
ويحمل سيفاً بيد
ويوم الحبيبة في الأسر هبت عليها الرياح
محملةً باللقاح
جرت منتهى
تعلق أقمار أفراحها في السماء الكبيره
وتعل أن المطاف القديم انتهى
وتعلن أن المطاف الجديد ابتدا
(بغرفتها أمها المتعبه
تلملم أوراقها المدرسية:
حذار العدى يا بنيه
فعين العدو تصيب )
وما كذب القلب. كان عدو الحية يطاردها في الميره وينشب في عنقها مخلبه
***
تفتح مريولها في الصباح
شقائق حمراً وباقات ورد
وعادت إلى الكتب المدرسية كل سطور الكفاح التي حذفوها
وعادت إلى الصفحات خريطة أمس التي طمسوها
ورفرف مريولها رايةً في صفوف المدارس. رفرف وامتد ظلل في الضفة المشرئبه
شوارعها المغضبه
واشجارها المثقلات، ورفرف مريولها في النوافذ –
فوق سطوح المنازل فوق رفوف الدكاكين-
ظلل في الضفة المشرئبه
مساجدها والكنائس، ظللها قبةً تلو قبه
***
وما قتلوا منتهى وما صلبوها
ولكنما خرجت منتهى
تعلق أقمار أفراحها في السماء الكبيره
وتعلن أن المطاف القديم انتهى
وتعلن أن المطاف الجديد ابتدا