العوده - فدوى طوقان

عارية القلب رجعت اليكْ
عارية القلب اتيتك يا
متعالى ، يا نائي الدار
يا غائب ، يا أبديّ الصمت
عتبي لو تسمعني عتب ــ
المنكسر المنسحق القلب
لم تفصلني دوماً عنك
وتردّ يدي الممدودة نحوك في ــ
ضعفي ، في قلة حولي
لم ترفع من دوني الاسوار
وتقيم من الظلمات جداراً فوق جدار
فوق جدار
وتظلّ بعيداً أنتْ
تتعالى ، تتحصّن بالصمتْ
..........................................
أيروعك صوتي الواهي أم
يخجلك ندائي لك
وأنا أرفع بين يديّ
جراحي وضراعاتي لك
أيروعك صوتي بعد صمودي
تحت توالي ضرباتك
وهويّ سياطك فوق جراحي
جرحاً جرحْ
السمع ، وتنأى تنأى
ترفع من دوني الأسوار
وتقيم من الظلمات جداراً فوق جدارٍ
فوق جدار
.............................................
بالحب سألتك حبي لك
أيام غراس العمر غضير لم يلفح ـــ
بسموم رياحك ، لم يتيبس بالإعصار
أيام غراس العمر طريٌُ
ورويّ بكؤوس النور
يربو ، يهتز ، يساقط من
حولي رطبا
بالحب سالتك حبي ذاك الساذج ــ
حبي ذاك النضرْ
أيام يقيني مصباحٌ
دريٌ يتوهج في الصدر
لا أسأل ، لا أتساءل ،لا
تطعن حبي سكّين الشك
هل تذكره ذيّاك الحبّ ؟ معافىً كانْ
ونقياً كان
طفلّياً لم يتلوث لم
يتعكر بوحول الاكدار
لم يسحقه ما خطـّتْ لي
كفك في لوح الأقدار
بالحب ، بذاك الحب سألتك أرجع لي
حبّي ، أرجع لي قلبي الطفلْ
وأضىء مصباحي المطفأ في
صدري ، يا مطفىء مصباحي
يا مطفىء مصباحي أنتْ
بصواعق برقك ورعودك
أشْعله ، ارفعه ، قرّبْ لي
وجهك من دائرة النور
فغياب حضورك يحبسني
في العتمة ، في شرك الديجور
.........................................
لو تسمع يا أبديّ الصمتْ
عارية القلب أتيتْ
اخبط في الليل الغاشي في
وحل الأكدار
لو تغسل عريي بالأمطار
لو تؤويني وتدثرني
لو تجعل لي من نور حضورك
مأوى يحميني ودثار
.......................................