الطوفان والشجرة - فدوى طوقان

في الأسابيع الأولى التي تلت الحرب ، كانت الصحف والإذاعات الأجنبية المعادية تتحدث بتشف وشماتة عن حرب حزيران وكأنما نهاية الأمة العربية كانت منوطة بتلك النكسة .
من هنا كانت قصيدة ((الطوفان والشجرة ))
- - -
يوم الإعصار الشيطانيّ طغى وامتدّ
يوم الطوفان الأسودْ
لفظته سواحل همجيّه
للأرض الطيّبة الخضراء
هتفوا ، ومضت عبر الأجواء الغربيه
تتصادى بالبشرى الأنباء :
هوت الشجرة !
والجذع الطّود تحطّم ، لم تبق
الأنواء
باقيةً تحياها الشجرة !
*************
هوت الشجرة ؟
عفو جداولنا الحمراء
عفو جذورٍ مرتويه
بنبيذٍ سفحته الأشلاء
عفو جذورٍ عربيّه
توغل كصخور الأعماق
وتمدّ بعيداً في الأعماق
**************
ستقوم الشجرة
ستقوم الشجرة والأغصان –
ستنمو ضحكات الشجرة
في وجه الشّمس
وسيأتي الطير
لا بد سيأتي الطير
سيأتي الطير
سيأتي الطير