إلى حَسناء - لطفي زغلول

أيّتها الحسناءْ
أعرفُ عنكِ كلَّ شيءٍ
علناً وليسَ في الخفاءْ
مِن ألِفِ الأشياءِ .. حَتى الياءْ
يَا قَمراً .. يَسيرُ بَينَ الناسِ
في زَهوٍ وكِبرياءْ
فَكلُّ قَلبٍ في هَواكِ ..
عَالقُ الأهواءِ بَينَ الأرضِ .. والسماءْ
أعرِفُ عَنكِ أكثرَ الأشياءْ ..
وأجملَ الأشياءْ
أعرِفُ إسمَكِ الذي
تَسلَّلتْ حُروفُهُ .. إلى دَمي
وأصبَحت أُنشودةً على فَمي
وصارَ كُلُّ ما لَديكِ مِن بَهاءٍ .. عَالمي
أعرِفُ يَا صَغيرتي
تَاريخَ مِيلادِكِ .. بِالشهورِ والأيّّامْ
مَتى بَدأتِ المَشيَ والكَلامْ
وكَيفَ كُنتِ طِفلةً ..
لَمَّاحةَ الذكاءِ .. عَبقريةَ الإلهامْ
كُنتِ أرقَّ مِن أريجِ ..
الفُلِّ والنَسرينِ والأنسامْ
حُوريةً تَروي الأساطيرُ حَكايا سحرِها
وتُسهبُ الأحلامْ
أعرِفُ مَاذا قالَ عَنكِ الشيبُ والشبانْ
وكُلَّ مَا قَالوهُ .. فِي جَمالِكِ الفتّانْ
مَاذا يَكونُ ..
حِينَ تَأتينَ .. إلى مَكانْ
وحِينما تُغادرينَ .. ذَلكَ المَكانْ
فَأنتِ تُشعلينَ فِي القُلوبِ
غَاباتٍ مِنَ النيرانْ
أعرِفُ مَاذا أنتِ تَقرأينْ
مَاذا تُحبينَ .. وتَكرهينْ
وأيَّ ألوانٍ .. تُفضِّلينْ
وأيَّ ألحانٍ .. تُدمدِمينْ
وأيَّ زَهرةٍ مِنَ الأزهارِ .. تَعشقينْ
أعرِفُ عَنكِ رُبما ..
أكثرَ مِما أنتِ .. تَعرفينْ
يَا حُلوةً .. كَالفاكهة
أقلُّ مَا يُقالُ فِيكِ ..
غَادةٌ وفَارهة
تَأتينَ غَيرَ آبِهة
تَمضينَ .. غَيرَ آبِهة
بِمن تُراكِ الآنَ تَحلمينْ
بِمن تُفكّرينْ
ومَن تُرى فَارِسُكِ المَوعودُ
مَن يَكونْ ؟
لا تَتركيني .. شَاردَ الأفكارِ والظنونْ
يَا لَيتني .. يَا لَيتني
أعرِفُ مَا تَأتي بِهِ الأيّامُ والسنونْ
أعرِفُ مَا في قَلبِكِ المُحصَّنِ المَكنونْ
بِمنْ تُرى .. مِحرابُهُ مَسكونْ .