أن تَعرِفي - لطفي زغلول

تَوقَّفي .. لا تَسرَحي لا تُسرِفي
ولا تُسيئي الظَّنَّ في تَصرُّفي
مَا كُنتُ يَوماً مِثلما تَنأى بِكِ الظُّنونْ
بِنزوةٍ مَحمومةٍ مَجنونةٍ .. مَسكونْ
أو كُنتُ قَيدَ الطَّيشِ والأهواءِ والتَّطرُّفِ
أنا.. كَما كُنتُ أنا
لَم أنحَرفْ .. لَم أنجَرفْ
أو أنَّني غَيَّرتُ مِن بَعضِ الأمورِ مَوقِفي
قَصائِدي قَلائِدي
سُطورُها تُضيءُ في فَضاءِ كُلِّ شَاردٍ وَواردِ
مِن طَارِفي وتَالِدي
تَقولُ إنّي شَاعِرٌ ..
مَنازِلي النُّجومُ والأقمارْ
وأبجَديَّتي رُؤىً تَرسُمُ ..
في دَفاتِري الأزهارَ والأشعارْ
فَتارةً تَحمِلُني على جَناحِ صَبوةٍ مِن نَارْ
وتَارةً عَلى جَناحِ الزُّهدِ والتَّصوُّفِ
تَوقَّفي ..
فَصورَتي مَرسُومَةٌ مَحسومَةٌ
فِي كُلِّ حَرفٍ نَابِضٍ مِن أحرُفي
لا تَصخَبي .. لا تَذهَبي
إلى بَعيدٍ .. حُلوَتي .. لا تَذهَبي
لا تَجهَلي .. فَالأمرُ ..
لا يَحتاجُ غَيرَ مَرةٍ واحدةٍ ..
أن تَعرِفي وتَعرِفي وتَعرفي