تمثال من إنسان - لطفي زغلول

يَصفَعُني لَفْحُ لَهيبِ هَجِيرِ الغُرْبَةِ ..
بينَ ذِرَاعَيهِ
وَأنا كَالطَيرِ المَغدُورِ المَذبُوحِ ..
اغْتالَ جُنُونُ الصَّمتِ .. جَناحَيهِ
هوَ تِمثالٌ مَنحُوتٌ مِن طِينِ الإنسَانِ ..
بلا رُوحٍ .. لا يَتَكَلَّمْ
عَيناهُ تَقَعَّرَتا .. شَفَتاهُ تَحَجَّرَتا .. قَدَماهُ تَسَمَّرَتا
انتَحَرَت كُلُّ مَشاعِرِهِ
مَا عَادَ .. وَجُرحُ الصَمتِ يَجُوبُ حَناياهُ .. تَألَّمْ
وَأنا لا يَحكُمُني قَلبِي
لا أضْعفُ في حَضْرَةِ حُبِّي
لا يَرْسُمُ خارِطَةَ مَسَاري
لا يُثْنِيني عَن مِشْوَاري
أو يَحرِفُني .. في لَحْظَةِ ضَعفٍ .. عَن دَرْبي