أمامَ المِرآة - لطفي زغلول

1- أَمامَ المِرآة ..
إلى أينَ تَمضي بِكَ الخَطواتُ
وأنتَ تَسيرُ .. تُرى مَا المَصيرُ
لَياليكَ شَاحبةُ الوَجهِ .. يَغتالُها الصَّمتُ ..
لا قَمرٌ .. لا نَسائِمُ .. لا فَجرُ فِي آخِرِ اللَّيلِ ..
صَارَ المَدى سَرمَدا
والرُّؤى تَتناثَرُ فَوقَ الطَّريقِ .. حُطاماً .. رَماداً .. غُبارا
وَوحدَكَ مَا زِلتَ تَحمِلُ مَنفاكَ .. بَينَ حَناياكَ .. لَيلاً نَهارا
تَجوبُ قِفاراً .. وتَطوي قِفارا
وكُنتَ تَظنُّ المَدى مَلكوتَكَ .. حتّى صَحوتَ
2- سُـؤال
إلى أينَ .. كَيفَ بَدأتَ البِداية
غَفوتَ عَلى حُلمٍ .. صَوَّرَ الوَهمَ .. شَمساً
تُضيءُ لَياليكِ .. تُنهي عُصورَ مَنافيكَ ..
تُدمي حَناياكَ .. حتّى النِّهاية
نَأيتَ .. نَأيتَ .. ضَللتَ الطَّريقَ
وهَا أنتَ عِندَ حُدودِ الضَّبابِ
تُسافِرُ عَبرَ مَتاهاتِ دَوّامةِ الإغترابِ
وسَاعةَ تَصحو .. تَكونُ انتهيتَ
3- سُـؤالٌ آخر
لِماذا حَلُمتَ اللَّيالي الطِّوالْ
سُـؤالٌ .. يَطولُ مَداهُ مَدىً .. ويَظلُّ السُّـؤالْ ..
وهَا أنتَ تَصحو .. وجُرحُكَ .. نَارٌ ووحلٌ ومِلحُ
كأنَّكَ كُنتَ تُطارِحُ .. في نَشوةِ الوَهمِ ..
في شَطحاتِ الخَيالْ
رُؤىً أجهضتْهَا .. لَيالي المُحالْ
4- أوهام
رُؤآكَ .. تَقيَّأها البَحرُ ..
مَوجاً تَكسَّرَ قَبلَ الوُصولِ
إلى شَاطِئٍ لَمْ يَعدْ زَورقٌ لَكَ فِيهِ ..
إلى مَوعدٍ .. نَحرَ الإنتِظارُ نَهاراتِهِ ..
اغتالَ كُلَّ لَياليهِ .. لَيس لَهُ في الزَّمانِ .. زَمانْ
ولَيس لَهُ في المَكانِ .. مَكانْ
إلى امرأَةٍ .. كُنتَ تَحلمُ .. أنَّكَ في حُضنِها تَصنعُ الحُبَّ ..
تُبحرُ حتّى نِهاياتِ كُلِّ الفَضاءآتِ
تَقطُفُ مَا تَشتَهي مِن نُجومٍ
تُسافِرُ في مُقلتيها .. وتَرجِعُ تَرتاحُ ..
مَا يَتبقّى مِنَ العُمرِ بَينَ يَديها
إذا أظلمَ اللَّيلُ .. تَأوي إليها
إذا نَهشَ العِشقُ أوصالَ رُوحِكَ .. تَأوي إليها
5- ألوَداع
وَداعاً .. وَداعا .. طَويتَ الشِّراعا
وفَوقَ الرَّصيفِ تَهالكتَ .. والوَقتُ يَمضي تِباعا
وسَاعاتُ عُمرِكَ تَمضي سِراعا .. وَداعاً .. وَداعا