المَغرورَةُ الحَسناء - لطفي زغلول

أيَّتُها المَغرورَةُ الحَسناءْ
لِكُلِّ حَالٍ .. إعلَمي .. انتِهاءْ
إنّي صَحوتُ مِن هَواكِ .. فَجأةً
إنّي تَماثَلتُ .. إلى الشِّفاءْ
وعَادَ لِي قَلبي الَّذي
عَاشَ أسيرَ الطَّيشِ ..
والضَّلالِ والأهواءْ
لا تَرجِعي إليَّ .. عُودي مِثلما
أتيتِ .. ذَاتَ لَيلةٍ لَيلاءْ
حُرّيّتي .. حَرّرتُها .. استرجعتُها
بِكُلِّ عِزَّةٍ .. وكِبرياءْ
مُسافراً .. مُحلِّقاً
على جَناحَيْ .. صَبوتي
أهوى كَما أشاءْ
أيَّتُها المَغرورَةُ الحَسناءْ
حُبُّكِ كَانَ نَزوةً
كَابدتُ مِن تَجريبِها الضَّياعَ والشَّقاءْ
حُبُّكِ كَانَ رِحلةً
خَرجتُ فِيها عَن مَداري ..
تُهتُ في الصَّحراءْ
ظَننتُهُ الرَّبيعَ .. غَيرَ أنّني
عَانيتُ فيهِ .. قَسوةَ الشِّتاءْ
أيَّتُها المَغرورَةُ الحَسناءْ
إنَّ المَسافَةَ الَّتي تَفصِلُنا
كَالبُعدِ بَينَ الأرضِ والسَّماءْ
لا تَنبُشي غَياهِبَ المَاضي .. فَلنْ
يُفيدَكِ التَّنقيبُ .. فِي الأشلاءْ
إنَّ الَّذي قَدْ كَانَ يَوماً .. بَينَنا
عَلى يَديكِ
طَارَ في الهَواءْ
أيَّتُها المَغرورَةُ الحَسناءْ
تَسكُنُ فِيكِ امرأَةٌ ..
مِن عَالمٍ .. لَيسَ لَهُ ..
لِعالَمي انتِماءْ
إن كُنتِ تَجهَلينَ مَا هُوَ الهَوى
إنَّ الهَوى في شِرعَتي .. عَطاءْ
وأنتِ لا تُفكِّرينَ ..
أن تُضحّي مَرَّةً ..
بِأبسَطِ الأشياءْ
لِقاؤُنا قَدِ انتَهى
ولنْ يَكونَ بَعدَهُ ..
لَو سَاعةً .. لِقاءْ
لا تَحلُمي .. بِأنْ أعيدَ لَحظةً
عَقاربَ السَّاعَةِ .. لِلوَراءْ