ثَلاثُ مُلاحظات - لطفي زغلول

المُلاحَظَةُ الأولى :
لَستُ مَلاكاً هَابِطاً مِن السَّماءِ ..
فَكِّري .. وقَبلَ أن تُقرِّري
وتَعزِفي حِيناً .. على هذا الوَترْ
تمهَّلي .. خُذي الحَذرْ
إنّي بَشرْ .. إنّي بَشرْ
وشَاعِرٌ .. حُروفُ أبجديَّتي
عَلى جَناحَيْ طَائِرٍ .. تَهوى السَّـفرْ
فَمرَّةً .. أنا هُنا .. ومَرَّةً .. أنا هُناكَ ..
لَيسَ لِي .. أنَّي ارتَحلتُ ..
أو حَلَلتُ .. مِن مَقرْ
فَتارَةً .. أكونُ بَينَ النَّاسِ .. سَاكنَ الهَوى
وتَارةً .. مُسافِراً .. مِن قَمرٍ إلى قَمرْ
المُلاحَظةُ الثَّانية :
إنّا التَقينا صُدفةً
أشكُّ أن تَكونَ مِثلما .. تُفسِّرينَها
إحدى إراداتِ القَدرْ
أو أنِّني .. كُنتُ كَما ..
تُصوِّرينَني بِفكرِكِ .. الحَبيبَ المُنتَظرْ
المُلاحَظةُ الثَّاِلثة :
شَيءٌ بِداخِلي انكَسَرْ
مَدٌّ طَغى ثُمَّ انحسَرْ
إنّا وَصلنا الآنَ نُقطةَ الخطَرْ
أخشى إذا لَم نَفترِقْ .. أنْ نَحترِقْ
أنْ تَنطَفي الأشواقُ في أشواقِنا
أن لا تُطلَّ الشَّمسُ .. بَعدَها على آفاقِنا
أنْ لا يكونَ بَيننا .. إلاّ التَّأسّي والضَّجَرْ
أخشى عَلينا أن نَصيرَ ..
في قَساوَةِ الحجَرْ