إعتِراف - لطفي زغلول

أنا لا أدَّعي أنَّني قَبلَ عَينيكِ ..
كُنتُ بِلا صَبوةٍ
أنَّني كُنتُ طِفلاً .. وحِينَ التَقيتُكِ ..
أدركتُ أنّي كَبرتُ ..
وأصبَحتُ أعشَقُ مِثلَ الرِّجالْ
أنا لا أدَّعي أنَّني لَمْ أكنْ ..
أعرفُ العِشقَ .. أو أنَّني كُنتُ أجهَلُ ..
مَا قِيلَ في كُتبِ العِشقِ ..
عَن عَاشقاتٍ وعَن عَاشقينَ ..
ولا أنّها لَم تُثرْ بِي الرُّؤى
والصَّباباتِ والإنفِعالْ
أنا لا أدَّعي أنَّني جِئتُكِ اليَومَ ..
أطلبُ أن تُدخِليني لِمدرسةِ العِشقِ ..
كَيْ أتعلَّمَ .. كَيْ أتخرَّجْ
كَيْ تَمنحيني شَهادةَ مِيلادِ حُبّي ..
وحُسنِ وَفائي .. وعُمقِ انتِمائي إليكِ
وأنَّكِ أنتِ المَصيرُ وأنتِ المَآلْ
وبَينَ يَديكِ يَنامُ ويَصحو الخَيالْ
أنا يَا حُلوَتي شَاعِرٌ
ألقَصائِدُ والعِشقُ ..
في عَالمي تَوأَمانِ
فَحيناً أكونُ بِهذا المَكانِ
وحِيناً أكونُ بِذاكَ المَكانْ
لِي جَناحانِ يَستوطِنانِ المَدى
يَرسُمانِ بِكُّلِ فَضاءآتِ عَينيكِ ..
لي مَوعِداً مَوعِدا
قَد يَطولُ وَقدْ يَنتَهي ..
قَبلَ بَدءِ الأوانْ
أنا يَا حُلوَتي مِن هُنا .. مِن هُناكَ
وإنَّ وُقوفي عَلى نُقطَةٍ
تَأسرُ الإنطلاقَ .. تُعيقُ الحِراكْ ..
هِيَ في كُنهِها وَقفةٌ
يَتجَسَّدُ فِيها الهَلاكْ
هَلْ تُريدينَني صَنماً
لا أُفكِّرُ .. لا أتجاوَبُ .. لا أستَجيبُ
كَلامُكِ هَذا مُريبٌ .. مُريبٌ ..
غَريبٌ .. غَريبٌ
يُثيرُ التَّساؤُلَ ..
كَيفَ يَكونُ لَديكِ المُحبُّ
وكَيفَ يَكونُ الحَبيبُ
وكَيفَ أكونَ أنا شَاعِراً مُستهاماً
أعيشُ عَلى هَامشِ الإحتِمالِ
مُحالٌ .. مُحالْ