أوراقٌ تَتحدّى النـِّسيان - لطفي زغلول

الوَرقَةُ الأولى
يَا حَبيبَي .. أيُّها الحُبُّ الَّذي لامَسَ رُوحي
أيُّها الغَازي الَّذي احتَلَّ حُصوني وصُروحي
هَلْ تُرى جِئتَ لِكي تُطفِئَ نِيرانَ جُروحي
أم تُرى جِئتَ لِكي تُلهِبَ نِيرانَ جُروحي
الوَرقَةُ الثَّانية
حَبيبَتي إلى الأبدْ .. يَحميكِ واحِدٌ أحدْ
أخشى عَليكِ مِن عُيونِ حَاسِدٍ .. إذا حَسدْ
أهواكِ مَهما قَلبُكِ الكَبيرُ جَارَ واستَبَدْ
قَلبي بِعينيكِ عَلى طُولِ المَدى .. قَد اتَّحَدْ
وعدتِني بِالوَصلِ .. والحَبيبُ يُوفي إن وَعَدْ
الوَرقَةُ الثَّالِثَة
لَقدْ خُيِّرتُ في عُمري مِرارا - فَكانَ هَواكِ سَيِّدتي الخَيارا
عَشقتُكِ أنتِ مَا أخفيتُ سِرّاً - وكَيفَ أُسِرُّ مَا أُبدي جِهارا
شَدَدتُ إليكِ رَحلي كُلَّ يَومٍ - فَليسَ سِوى مَسارِكِ لِي مَسارا
فَمنْ إلاّكِ إمرَأةٌ .. هَواها - يُسافِرُ في دَمي لَيلاً نَهارا
ومَنْ إلاّكِ .. يَومُ الحُبُّ يَخبو - يَزيدُ غَرامُها نَاراً ونَارا
الوَرقَةُ الرَّابِعة
الحُبُّ فِي هَذا الزَّمانِ لَمْ يَعد - مَكانُهُ الأوراقُ والسُّطورْ
ولَمْ يَعدْ رِسالَةً غَارِقَةَ الحُروفِ بِالأشواقِ والعُطورْ
ولا حَديثاً هَاتِفياً بَينَ عَاشقَينِ في تَلهّفٍ .. يَدورْ
الحُبُّ يَا حَبيبتي .. لا بُدَّ أن - يَخرجَ مِن غَياهِبِ الصُّدورْ
والحُبُّ يَا حَبيبتي .. يَخبو إذا - ظَلَّ غِيابياً .. بِلا حُضورْ