الدموع في مآقي المآذن - مسعد محمد زياد

تبكــي المآذن ما أنمى به الخبرُ
صبيحة الموت لا يغني له حذرُ

كم يحرص الناس في دنيا على أجل
والله يقضي. . إلى ما خبأ القدر

تهوى النفـوس بقاء دائما أبــدا
والموت يدرك من يخشى ويعتبر

أين المفر بني قومي وقد منيت
أرض القداسات بطشا طعمه قذِر

في كــل آونـة يغتال أمـتنا
ويهلك الحرث والأحقاد تنتشر

في كـل يوم يغالي في جرائمه
فيقتل الأمن والأزهار تنتحـر

في كــل يوم له أطفالنا قربى
في كـل يوم له أشبالنا سُعُر

* * *

في كل حين له أرض يحرّقها
ومنزل ها هنا للهدم ينتظــر

واليوم ننعى إلى شعبي وأمته
في المشرقين الذي أفضى به الخبر

مات الحسيني ما ماتت مآثـره
هو الشهيد سيبقى الفخر ما فخروا

ابن الشهيد ورمز المجد في وطن
في القدس نور وفي أرواحنا أثر

* * *

هو المناضل ما دامت لنا مهــج
هــو المجاهد ما يحدو بنا غِير

غالت نداءك في رأد الضحى جهرا
عصابة الغدر والتشريد كم غدروا

يا ابن الحسيني يا ابن القدس من حسب
أكرم به نسبا للقـــدس ينتصر

خضـت النضال ولا ترجو له ثمنا
غيــر الكفاح وهذا القيد ينكسر

* * *

كنـت المناضل لا تخشى لشرذمة
من اليهود نكـالا حين تأتـسر

كنـت المناضل لا تسعى إلى أمل
غير البيارق فوق القدس تنتشر

يبكيك شعبك في الأقصى ويردفـه
نوح الحمائم أدمى جفنها السهر

تبكي عليك ربوع الشرق قاطبـة
فالنيل ينحب واليرموك يعتصر

* * *

وفي الشآم نساء خــلت أثكلها
فقْد الشهيد وتبكي سيفها مضر

والصبح مكتئب من هول فاجعـة
والبحر محزون والشمس والقمر

ابشـر فداؤك شعب ثار منتفضا
لن يوقف الزحف أو تُحنى له ظُهًر

وانعم حسيني بالجنات منتصـرا
فياسر الشعب لم تهدأ له عُصُر

* * *

قد عاهدوك ونعم العهد ما برموا
حتى يحرر بيت المقدس الظُفُر

وتنجلي غيمة " الصهيون " عن وطن
يأبى الركوع وخيل الظلم تندحر

سقى الإله رياضا أنــت ساكنها
فالطل مُغدقها والنبع والمطـر

* * *