انكسار - ناصر ثابت

-1-
كان إيمانُنا
يتطايرُ منه الشبَقْ
والمدينة تفرضُ دوماً علينا القلقْ
والعساكرُ لا يعشقون النساءْ
ويبيعونَ أفراحَنا في الطرقْ
-2-
ذكرياتٌ عن العيد قد نسيتْها تفاصيلُك الغائمة
لا تعودي إلى الليلةِ المستحيلة
لا تبوحي أمام القبيلة
لا تصلي لهم، فانكساريَ أجملُ عند الغسقْ
-3-
لم تكوني تحبينني
إنما كان قلبُك يثأرُ مني لكل النساءْ
والرياحينُ لم تكُ منكِ سوى لعبةٍ آثمة
أخبريني.. ألستِ التي عبدتْ عالمي فاعتراها الوهنْ؟
ثم قالت لقلبيَ.. إنكَ أحلى وثنْ؟
فلماذا نسيتِ كياني الذي فوق نار يديك احترقْ
-4-
العصافيرُ تكذبُ
والنور يكذبُ أيضاً..
وأنا لا أصدقُ إلا تواطؤك المستحيلْ
ربما أنتِ من يفضحُ العطرَ عند التقاء الفصولْ
وأنا من تعوّذَ دوماً برب الفلقْ
-5-
ليلةٌ في مكانٍ غريبْ
جاءَنا موكبُ الريحِ
فاحتارتْ الأرضُ في أمرنا
وابتدأنا الرجوعَ إلى سيرةٍ من ورقْ
ونسينا الدقائقَ منشورةً فوق حبل الغسيلْ
وتركنا لأجسادنا أن تعيدَ التحاور ما بينها
في لُحيظةِ صدقْ
-6-
فكرةُ العطر عنا
مكممةٌ بظلام المساءْ
والحمائم تغسلُ ماءَ المطرْ
وتعيد ابتكارَ الشتاءْ
وأنا اتقلبُ فوق فِراش الأرقْ
-7-
فكرة العطر عنا هباءْ
والدمُ الموسميُّ يزينُ أسماءَنا بالبكاءْ
كيفَ يكفرُ صمتُ الرحيلِ إذا ما نطقْ؟
-8-
قلتِ للحِبرِ عني الكثير
وتحدثتِ عنيَ في كل صومعةٍ عابرة
هل أنا من تهاونَ أيتها الغادرة؟
حينَ أحضرتُ صوتكِ من لغتي
كنتِ عنوانَ كلِّ النَّزَقْ
أنتِ من يزرعُ الأحمرَ القرمزيَّ على عتباتِ الحدَقْ
وأنا منْ أحبكِ دوماً بحقْ
-9-
أقتلي ما تحبين من أغنيات القَدَرْ
أقتلي الحبَّ
والكلماتِ التي نزلت بيننا كالكتاب المقدسْ
أقتليني،
فإن كلامكِ مثلُ رصاص المسدسْ
واجعليني حديثَ الغيوم التي تتمددُ فوق الشفقْ
إجعليني بربكِ صوتاً لثرثرة العاشقينْ
ثمَّ لا تتركي لي سوى كأسك الفارغة
وبعضَ طيورَ القلقْ
-10-
إن ما قلتُ أعلاه لم يكُ إلا اعتذاراً لموتِ الرحيق على شفة الزهر عشقاً، ولكنني كنتُ اعلن أن التقاء السنونو مع البحر ليسَ له في النهايةِ إلا رحيلٌ يجمِّلُه الإنكسارُ، وأن الذي كان ينتظرُ الحبَّ من قلب عاشقةٍ دمعُها مثل محبوبتي سيذوب كذرةِ ملحٍ معتقةٍ في الت
*
فلسطين - 1 شباط 2006