وليأتِ الطوفان - ناصر ثابت

نتحلقُ حولَ النارِ كعُبّاد الشيطانْ
نتسامرُ، وصنوبرةٌ يفتنها الشعرُ
ترشُّ على الشرفةِ إبراً خضراءْ
وأصابعُها تتدلى
فوق جنون النار وفوقَ صراخ الألوانْ
أمّا نحنُ
فنرقصُ في صخبٍ
مثلَ دوائرَ من خمرٍ ودخانْ
تتزاوجُ في قلبينا
الفرحةُ
والخيبةُ
والأحزانْ
نفتحُ معبدَنا للحبِّ
وندخله بالقدم اليمنى
نخشعُ في هذي اللحظاتِ الشعريةِ..
نتمنى
ألا يخذُلنا السُّكْرُ
وألا يفتِننا الليلكُ والريحانْ
نتمنى
ألا تهدأ في نبضاتِ تصوفنا
موسيقى "الروك أند رول"
ألا يتوقفَ هذا الحبُّ المتذبذبُ
"كالبندولْ"
ألا نصحوَ
إلا بعدَ غياب السرو الشاهقِ
ورحيل الغربانْ
* * *
ماذا سأقولُ الآنْ؟
الحبُّ جريمتنا
وخطيئتنا الكبرى أن تسكننا سحبُ النسيانْ
ماذا أتوقعُ منكِ؟
وأنت خلاصةُ تأريخي
وثمالةُ كأسِ العشقِ على مرِّ الأزمانْ
ماذا أتوقعُ غيرَ الشكِّ
كأنَّ الشكَّ طريقٌ يأخذنا نحوَ الإيمانْ؟
ماذا أتوقعُ غيرَ الشهوةِ؟
والرغبةُ في عينيكِ تحاورني
وتحرضني أن أجعلَ من كلماتِ الحبِّ وعاءً بلورياً
تسبحُ فيه القبلاتُ كأسماكِ الزينةِ
ويلونها الهمسُ الخافتُ
مثلَ شعاب المرجانْ
* * *
أمسكُ كفكِ
أتلذذُ بأحاسيسَ مغلفةٍ بغموضٍ غيميٍّ
أتقاسمُ مع حمرةِ خديكِ الامجادَ
فلا تخفي في الحب ضياعَكِ في سينائيَ مثلَ بني إسرائيلَ
ولا تنسيَ أنيَ من يمنحُ قرصَ الشمسِ تفاصيلَ اللمعانْ
* * *
أسألُ نفسيَ:
"ماذا بعدَ الحبِّ،
أليسَ الحبُّ جنوناً أبديَّ اللحظاتْ؟"
- لن آبهَ بالأمر كثيرا...
سأعيشُ اللحظةَ... وليأتِ الطوفانْ...
*
كاليفورنيا - 19 أيلول، 2006