أحزان عاشق - ناصر ثابت

يستفيقُ الحزنُ في قلبي مَساءً
ويدي تمسحُ آثارَ دُموعيْ
كَلِماتي أغنياتٌ من سُكونٍ
وحروفي مثلُ آياتِ الخشوعِ
قلتِ لي:"إعزفْ على أوتارِ روحي
أخرج الأنغام من بين ضلوعيْ
إروِ لي كلَّ الحكايا عن جَمالي
وانتثاري مثل أزهار الربيعِ"
قلتُ: "عودي للتفاصيلِ، برفقٍ
قلِّبي تأريخنا إنْ تستطيعيْ
قلّبي أوراقنا واستحضِري صوتي
وعيشي في سُهولي وربوعيْ
تجدي وجهَك عيدي، وابتساماتِك
أفراحي، وعينيكِ شموعيْ
تجدي حُبكِ في قلبي عظيماً
في مَقامٍ طيبِ الذكرِ رفيعِ
إن هذا الحبَّ قد هزَّ كياني
وشموخَ الروح ما بين قلوعيْ
حُبك استعمرَ أركاني وألغى
الآنَ عن خارطتي دربَ رجوعيْ
صَارت الأيامُ تمضي، وقطارُ
العُمْرِ يمضي، وأنا مثلُ الصريعِ
وأنا بالرغم من ذلك أشدو
أنت أفكاري ونوارُ زروعيْ
أنت من يجعلُ أيامي وروداً
عندما تختالُ بالحسنِ البديعِ
مثل كل امرأةٍ.. إنك لا
ترضينَ حتى صلواتي وخشوعيْ
أنت يا حنونة الجنةِ أنثى
وأنا حبيَ شمسٌ في السطوعِ.."
*
كاليفورنيا – 30 حزيران 2004