أهديتني دررا والجود شنشنة - أحمد فارس الشدياق

أهديتني دررا والجود شنشنة
ورثته عن جدود غير مغصوب

فما الذي بعدها اهدى اليك سوى
جزع وما الشهد طعما كالسعابيب

رعيت عهدا قديما كاد يدرس من
صرف الزمان بتشريق وتغريب

فبان فضلك في حفظ الوداد كما
قد بان في النظم والامران مطوبي

وما الحبيب على ود بمتهم
ولا على بعده حينا بمعتوب

اهلاً بها اسطراً داوت حليف ضنى
لم تلق الا بتكريم وترحيب

انزلتها من فؤادي خير منزلة
وللمشاعر كانت نفحة الطيب

بها اغالي واغنى في المدائح عن
نعى الديار اذا اقوت وتشبيب

قد حببت لي غلوا في الثناء وان
قليته في سواه أي تحبيب

جاءت مهذبة تحكى خلائقك ال
حسنى التي طالما فاقت بتهذيب

ان قصر المدح عن اطرائها حصرا
فانه قول صدق غير مكذوب

اولاك مولاك فضلا ليس ينكره
الا حسود مناه في الاكاذيب

فكن كما شئت فالابصار شاهدة
والسن الصدق تثنى دون تكذيب

وكن للبنان يوما قدوة حسنت
في كل سعي يسنى الخير مرغوب

لو اقتدى اهله يوما بحزمك لم
يكن به من ربوع بلو تخريب

بل كان يعمر عمرانا بدون في
راس التواريخ بل في كل مكتوب

يا ليته مستمد من فعالك ما
يقيه من شر تأليب وتحزيب

ما باله لم يصخ سمعا لنصحك اذ
بدا كما لاح فجر غير محجوب

عدوا الرشاد اقاويلا ملفقه
وغرهم قول من يزهى بتلقيب

فكان عقباهم حزا لندامة
صدورهم بعد خسران وتتبيب

يا ليت قومك تهديهم حلاك الى
وجه الصواب وننجيهم من الحوب