حضنته قبل فوت الأجل - أمين تقي الدين

حضنته قبل فوت الأجل
قوة العلم ولطف العمل

ويح دائيه فكل قاتل
علة الجسم وداء الملل

أقسم الدور له فوق الربى
وافتتح أبوابها للشمأل

واسقه الصحة في إبريقها
رشفة آنا وجرعات تلي

وخذ الطب غياثا وهدى
حكمة اليوم وعلم الأول

أنا لا أعرف إنجيلا له
غير إنجيل الحنان المنزل

داوه بالفن والحسنى معا
تحيه بالحق أو بالأمل

قسوة المبضع لطف لا أذى
إن تلا المبضع لطف الأنمل

ما أرى الحق لآس وحده
إنما المرأة صنو الرجل

أيها الباني إلى أمجاده
إبتن الرحمة قبل المنزل

سألتني جارتي عن علتي
علتي يا جارتي من جبلي

إبتلاه الداء في أخلاقه
فهو ماض للردى في مهل

هذه الروعة في مظهره
مثلها في الداء لمع المقل

هذه الزهرة فيه دمه
وهو في السل نذير الأجل

ليته والسل داء قاتل
لم يصب بعد بداء أقتل

خلق الساسة فيه علة
حين داء الحكم أشقى العلل

حبذا دولته لو لم تكن
حين تنمى من بنات الدول

يا أساة القوم داووا أمة
طعنت لما استوت في المقتل

عندكم للسل مستشفى فهل
عندكم للخلق المبتذل

راهبات الدير أقبلن فقم
نلتق الرحمة جاءت من عل

طفن بالعاني فأبصرت يدا
نزهت مثل الندى عن زغل

جست العلة ثم ارتجعت
فهي أشهى ما ترى للقبل

أيها الآسي إذا جلت هنا
تبذل الفن وتأسو من بلي

وتعهدت شبابا ناضرا
مال كالزهرة وقت الطفل

أذكر الحقل الذي أنبته
كم زهاه الزهر لو لم يذبل

أنت تبني أمة من أمة
إبن لليوم وللمستقبل