أوراقُ الخريف مريمُ العذراء - أنسي الحاج

الكآبة التي كانت تسكنني ماتت
حلَّ محلّها، برياحه وأمطاره،
السيّد الوقت.
...
صرت أستغرب الشّعر
أقول عن الأطفال أطفال
عن ركبة امرأة ركبة امرأة
وعن غُصن حَوْرَة مقطوع غُصن حَوْرة مقطوع.
ولم أكن، عهد الضباب الدامع،
أتداول أسماء المُسمّيات المتداولة
لا تكبّراً وحده
بل لأنّي كُنت شاعراً
فكُنت عهد الكآبة أُسمّي
مثلاً
أوراق الخريف مريمَ العذراء.
كم كُنت أُحسّ ذلك!
وما كُنت كما قُلت
أُسمي هذه الأشياء
بل أراها
وآه كُنت غنيّاً
كُلّ ما يلمسني يسحرني
كُلّ ما ألمس أسحر
ولم أكن أجهل
لكنْ لم أكن أعرف
وظننت صُبْحَ يوم من الأيّام
أنّني خالد،
حتّى
فاحت الكآبة التي كانت
والتي لم أعرف كيف
ماتت كالمسك.