الأساور - أنسي الحاج

عرفتُ جُدراناً كثيرة. كُنتُ، عندما أعجز عن
هدمها، أنساها، فتنهدم.
حتّى ظَهَرَ هذا الجدار.
قال لي: "لن تنساني".
لم أستطع هدمه. لم ينهدم.
يمنعني من المرور.
يمنعني من الوقوف.
يمنعني من العودة.
عرفت جُدراناً كثيرة لكنْ لم أعرف أقوى.
قال لي: "لن تنساني" ، رغم أنّي أستطيع أن أنسى.
ولم يقل لي سيهدمني، لكنّي عرفت من وقفته
الواثقة.
خلْف هذا الجدار، البيت الذي في أحلامي.
مناجم الذهب وعباءات الفرح، والمكتوب على
الجبين.
خلف هذا الجدار لي جائزة ولحبيبتي جائزة،
وسبعة أجراس لن تُقرع إلا لنا، تنتظرنا كما تنتظر
الأساور اليدين.