سلام وهل يشفي الغليل سلام - إبراهيم العاملي

سلام وهل يشفي الغليل سلام
وقد نزحت دار وعزم مرام

تحية مشغوفٍ يحن إلى اللقا
حنين وليد نال منه فطام

حليف سهاد طلق النوم بعدكم
ثلاثاً فراح اليوم وهو حرام

قضى لي هواكم أن أبيت مسهداً
وأنتم نيام والخلي ينام

وما ضر إبراهيم نار غرامه
إذا صح برد منكم وسلام

لعمري لقد أججتم بفراقكم
لواعج لا يخبو لهن ضارم

وحملتم جسمي على ضعفه جوىً
يئط ثبير تحته وشمام

أما وهواكم وهي حلفة صادقٍ
يرى أن مكذوب الكلام كلام

لقد لعبت أيدي الهوى بحشاشتي
كما لعبت بالشاربين مدام

أشيم بروق الشام شوقاً إليكم
وهيهات من دار السلام شئام

وأرمي بطرفي نحوكم كي أركم
فتأبى مرام بيننا وأكام

ليسيقكم يا جيرة الشام وابل
ركام وهل يسقي الغمام غمام

ولا غرو أن سقت الحيا لمعالم
لأفلاذ قلبي بينهن مقام

مسرة نفسي والجديرون بالهوى
وإن نبهوني للغرام وناموا

تركتهم فوضى وحسبي وحسبهم
من اللَه مولىً كافل وعصام

نعم حباذ تلك المغاني وحبذا
نزولي بها والمزعجات نيام

قضى حسنها أن لا نلام بحبها
ومن هام بالفردوس كيف يلام

معاهد يأتيها الخلي من الهوى
فيصدر عنها والغرام غرام

وثم رياض مونقات يزينها
من النور فذ مشرق وتوام

حدائق بالأكمام يرقص دوحها
إذا ما تغنى في الغصون حمام

وإني لحران إلى مائها الذي
له بين هاتيك الرياض رحام

لي اللَه كم خيمت فيهن نازلاً
ومالي سوى الظل الظليل خيام

وحولي إخوان كرام تعاقدوا
على المجد شيخ منهم وغلام

مساميح أما ما أصابوا من الغنى
فطل وأما جودهم فركام

ميامين تنجاب الهموم بقربهم
كما انجاب من نور الصباح ظلام

يضيع ذمام الود إلا لديهم
وعند كريم لا يضيع ذمام

لسرعان ما مرت أويقات قربهم
وهل لسرور في الزمان دوام

وكم لي فيهم من خليل مهذب
براحته جو السماح يغام

ولا سيما موسى الحكيم الذي له
لدي أياد لو تعد جسام

فتىً ماجد حاز الفضائل كلها
تماماً وهل بعد التمام تمام

همام به تجلى الهموم وإنما
يذود الهموم الطارقات همام

جرى للعلي مجرى أبيه وجده
إليها وأبناء الكرام كرام

تقي نقي لم يزل منه للهدى
وللطالبيه جامع وإمام

فيا نئايً من مقلتي وفي الحشا
له منزل يحتله ومقام

أبثك أشواقاً غليك تعرقت
عظامي وشجات العظام عظام

ودونكها عذراء صاح بها الهوى
فطارت إليكم والسلام ختام