أمّي بروحك أين أنت الآنا - إبراهيم المنذر

أمّي بروحك أين أنت الآنا
أصبو إليك متيماً ولهانا

أمّي عماد سعادتي ومسرّتي
ومناط آلامي فتىً ريّانا

أمّي وقد أمسيت في دار البقا
لاهمّ لا آلام لا أحزانا

كرماً أطلي من مقامك واحضني
من بات من طول النّوى أسيانا

ربيتني طفلاً يدبّ ويافعاً
يسعى وكهلاً يسعف الإخوانا

ومربياً يضع الدّروس نقيةً
ويهذّب الفتيات والفتياتا

وسكبت في قلبي المروءة والوفا
فبحبّ أرباب الوفا أتفانى

وجعلتني بالغاليات أجود في
ساح الجهاد وأعشق الأوطانا

علّمت يا أمي كما علّمتني
وبذلت لا ضجراً ولا منّانا

إن خانني صحبي فلست بناقمٍ
كي لا أكون نظيرهم خواّنا

وأظلّ معواناً وفياً مثلما
علّمتني حسبي الوفا برهانا

حزت الوفاء عن السّموأل خلّةً
أتتبّع ابن المنذر النّعمانا

لا فضل للنعمان لكن أمّه
ماء السّماء بها غدا سلطانا