رويدك يا صرف الزمان المعاديا - إبراهيم المنذر

رويدك يا صرف الزمان المعاديا
رميت الضّحى سهماً فأصمى فؤاديا

رويدك لم تترك فؤاداً بلا أسىً
ولا كبدا لم تلق فيها الدّواهيا

رميت الأخ الحرّ الذّي ذاع صيته
وحلّق في أفق المعارف عاليا

رميت الهدى والعلم والفضل والنّهى
وحطّمت آمال الحمى والأمانيا

وأضرمت نار الحزن طيّ صدورنا
ففجّرت دمعاً بات كالغيث هاميا

لك الله قل لي أيّ دارٍ دخلتها ولم
تختطف منها النّفوس الغوا ليا

وكم من أخٍ كانت حياتي مشعّةً
به فغدت في الهم كالليل داجيا

وكم من حبيبٍ كانت الدّار داره
يفوح الشّذا منها بذكراه زاكيا

مضوا فذوى روض الوفاء
وصوحت أزاهيره واكمدّ ما كان زاهيا

رفيق الصّبا ما كان أطيب عهدنا
وما كان أسماه وأنقاه صافيا

يجدّ الأسى بي كلّما طالت النّوى
وتلهب وجدا في ضلوعي كاويا

ويرفض دمعي كلّما مرّ ناظري
برمسك أو شاهدت تلك المغانيا

سأبكيك ما هفّ النّسيم معطّراً
بذكرك دهراً إن غدا الجسم فانيا

سأبكيك يا خدن البيان وإلفه
بكاء يلين الصّخر إن ظلّ قاسيا

سأبكيك ما صابت ثراك هوا
طلٌ وقام هديل السّرو فوقك شاديا

أبيت على دمعي لفقد أحبّتي
وأصحو على دمعٍ يذيب المآقيا

عليك سلام الله يا خير راحلٍ
وليس سوى الله المهيمن باقيا