أيا ليلة بالأنس راقت كؤوسها - إبراهيم اليازجي

أيا ليلة بالأنس راقت كؤوسها
فنالت بها الألباب أطيب مرشف

ورى حسنها عن يوسف الحسن واغتدى
بها كل قلب قلب يعقوب إذ جفي

لقد ملكت منا العواطف فانثنى
إليها بأشجان الهوى كل معطف

فلو أبصرتها عين يعقوب لاغتدى
به شغل عن قلبه المتلهف

جلاها لنا ماضي السليفة بارع
طويل يد في كل فن مثقف

وأودعها من لطفه وشماله
بدائع سحر في النهي متصرف

وألبسها من حسن يوسف حلة
ولا مثل ذياك القميص المغوف

وقلدها من دمع يعقوب إذ همي
قلائد در بالبهاء مرصف

فلا زال روضاً للطائف محييا
بطيب شذا أنفاسه كل مدنف

يمر نسيم الكشر في عذباته
فينشر عرف الطيب في كل موقف