الإله الثرثار - إيليا أبو ماضي

زعم المرء أنّما ربّ
كم يلوك الكلام هذا الإله

يلفظ البحر و هو ملح أجاج
لؤلؤا يبهر العيون سناه

ما ادّعى الدّرّ أنّه صورة البح
ر و لا قال : إنّني إيّاه

لا ولا قال كلّ شيء إلى المح
و و ما خصّ بالخلود سواه

إن تكن للخلود ذاتك في الد
نيا ، فما ذا الأمر الذي تهواه

و إذا صرت غير شخصك في الأ
خرى فهذا الفنا الذي تخشاه

في التراب الذي تدوس عليه
ألف دنيا و عالم لا تراه

أنت جزء من الكيان و فيه
كثراه ، كنبته ، كحصاه

كالورود التي تحبّ شذاها
و البعوض الذي تخاف أذاه

ما لحيّ بالموت عنه انفصال
إنّ دنياه هذه أخراه