إلى الله أشكو من عظام النوازل - ابراهيم الأسود

إلى الله أشكو من عظام النوازل
وارزاء دهر حافل بالزلازل

لحى الله دنيا لا ترق لعاتب
وتباً لدهر لا يلين لعاذل

اذا ابتسما فالغدر للناس كامن
وراء ابتسام من عدو مخاتل

وما العيش في الدنيا سوى حلم حالم
وما المجد في الدنيا سوى هزل هازل

يروح ويغدو لاهياً بزخارف
على انها للحتف بعض الحبائل

اذا صال لم تمنعه صولة قادر
ولا عصمت منه حصون المعاقل

هوى اليوم من طود الفضائل والنهى
امام به ازدانت صدور المحافل

هو العيلم المزري بياناً وحكمة
بقس ولقمان وسحبان وائل

بكت بطرس الآداب والفضل قد غدا
يحن عليه في الضحى والاصائل

ومدرسة غراء اعلى منارها
بكاه بنوها بالدموع الهوامل

وكانت لظمأى العلم اعذب منهل
به يرتوي من ظمأه كل ناهل

وكشف حجاب والمحيط وقطره
ومفتاح مصباح وشرح السائل

ودائرة لولا السليم لاصبحت
ليتمٍ تفيض الدمع فيض المناهل

كذاك ازاهير الجنان لحزنها
ذوت بعدما كانت كزهر الخمائل

لقد كان كنزاً للمعارف والحجى
وللعلم بحراً لا يحد بساحل

وفي يده الاقلام قد كان فعلها
على الطرس يزري بالرماح الذوابل

وكم قد اتانا جده في زمانه
بما لم يكن من قبل عند الاوائل

طواه الردى لكن اثار فضله
حديث مقيم في البلاد وراحل

وان يطو منه الرمس اعظم ماجد
فما زال منشوراً بغر الشمائل