أَقبَلَ الصَيفُ وَأَلقى في البِطاح رَحلَهُ - الياس أبو شبكة

أَقبَلَ الصَيفُ وَأَلقى في البِطاح رَحلَهُ
قوِّنا يا رَبُّ وَاِجعَلنا صِحاح مِثلَهُ
وَاِجعَلِ القَلبَ نَقِيّاً كَنَسيمِه
وَاسقِنا الإيمانَ حَيّاً مِن كُرومِه
وَليَكُن لَنا زَهرُهُ قُبَل
أَرضُهُ جَنى شَمسُه أَمل
لَلرُّبى ظِلٌّ عَلى الوادي بَهي
وَعَلى السَهلِ عُطورٌ وَضِياء
وَمن الجَدوَلِ تَرجيعٌ شَهِيّ
تَرفَع الإِنسانَ أَو تُدني السَماء
وَالصخور مُنتَهى ماضٍ عَظيمٍ رَمَّدا
صُوَرٌ أَبقَت وُجوهَ المُرَدا
وَالنُسور تَسأل الأَجواء
أَينَ كانَ الأَقوِياء
وَالمَراعي في النَهار
أَيُّ بَحرٍ أَخضَرِ
وَإِذا ما أَقبَلَ اللَيلُ الطَري
فَعَلى الأُفقِ مِن الزَهرِ غُبار
وَالضُحى يَمشي الهَوَينا
في الرُبى وَالصِبا
تَحملُ العطرَ إِلَينا
مِن خُدودِ الزَهرِ وَعَصيرِ الثَمَرِ