بَدا في العُلى بَدر الهُدى فَأَنارَهُ - خليل الخوري

بَدا في العُلى بَدر الهُدى فَأَنارَهُ
وَتَمَّ فَكانَت هالَة السَعدِ دارَهُ

وَما هالَةٌ لَكن سَوادَ عُيونِنا
بِهِ دارَ لَما أَحدَقَت فَانارَهُ

فَمَن شَكَّ فَليَنظُر بِوَجهِ خَليلنا
عُذاراً عَلَيهِ الأُنس أَلقى إِخضِرارَهُ

فَفي فِكرِهِ السامي لَهيبٌ مِن الذَكا
أَبانَ دُخاناً وَهُوَ يَخفي أَوارَهُ

وَلَو لَم يَكُن صُبح الرَجا وَجهَهُ لَما
عَلا فيهِ ذَيّاك الدُخان شَرارَهُ

خَليلٌ بَدا يَحيي الخَليلَ بِلُطفِهِ
جَليلٌ غَدا فعلُ الجمل شِعارَهُ

دَعاهُ أَثير المَجدِ لُطفاً لِبُرجِهِ
فَلاحَ وَأَبدى لِلعِبادِ وَقارَهُ

أَبانَ لافقِ السَعدِ كَوكَبُ وَجهِهِ
مَعاً وَهُوَ يَجلي لَيلَهُ وَنَهارَهُ

وَحيي فَأَحيانا فَقُلتُ مُؤَرِخاً
خَليلُ الكَمالِ الآنَ أَبدى عذارَهُ