أَفيقي مِن خِمارَكِ لا تَنامي - خليل الخوري

أَفيقي مِن خِمارَكِ لا تَنامي
فَقَد غَلَبَ المَدامَ عَلى المَنامِ

وَهَيا نَلتَقي سكري تغني
بِسَكرانٍ يَجِنُّ بِلا مَدامِ

وَنَرشَفُ مِن عَقارِ اللَهو كاسا
يُدارُ عَلَيكِ مِن كَفِّ الغَرامِ

وَنَخلَع في رَحاب القَصرِ حَتّى
نَلبّس هامَهُ خلع الهِيامِ

قِفي لا تَشعلي المِصباحَ فيهِ فَقَد
مَزَقتِ أَحجِبَةَ الظَلامِ

أَها لَكِ مِن رَقيبك طَرف سَخطٍ
دَعيهِ فَقَد تَقَيدَ بِاللجامِ

يَعض وسادَه غَيظاً وَيُمسي
يَغض الطَرف مِن هَولِ الخِصامِ

وَما هُوَ فاعِلٌ قَصرت يضداهُ
إِذا نَظَرَ الخَليل بِذا المَقامِ

أَزيلي العَقد لَيسَ لَهُ مَكان
يَجيدكِ وَاِطرَحي دُرر النِظامِ

خُذي عُنقي يُدار عَلَيهِ طَوقاً وَإِن
لَم تَرتَضي فخذي كَلامي

كَلامٌ فيهِ وَصفك أَي شُيءٍ
يفضَّلُ عَنهُ ما بَينَ الأَنامِ

أَميطي الستر عَن صَدرٍ رَخيمٍ
فَقَد حَسَدَ الجَبينَ بِلا لثامِ

سَلي الأَزرار إِن هناكَ مَوجٌ
مِن النهدين يَحبس وَسَطَ جامِ

مذيبة مُهجَتي جودي ببرءي
فَقَد عَظمت مَكابدة السِقامِ

لَقَد طالَ اِحتجابكِ وَاِحتِمالي
وَأَبعدِني عِنادِكِ عَن مَرامي

أَراكِ وَلا أَراكِ سِوى كَبَرقٍ
فَاِقنَع مِن وِصالَكِ بِالسَلامِ

وَأَظفر لا بِغَير الوَعدِ نَيلاً
مَتى اِقتَصَرَ الكَريم عَلى الكَلامِ

مَضى ما قَد مَضى فَدَعي عَذابي
لِنَنسى الآن سالِفَةَ الخِصامِ

يَسوء الدَهر ثُمَ يَسُرُّ يَوماً
وَيَبكي المَرء مِن بَعدِ اِبتِسامِ

سَعيدٌ مِن تَيَقظ لِليالي
وَبادر للمُنى وَقتَ اِغتِنامِ