رِكابَكَ لا يَشطُّ بِها المَزارُ - خليل الخوري

رِكابَكَ لا يَشطُّ بِها المَزارُ
إِذا ما كانَ مَطلَبَها الفَخارُ

فَإِنَّ بِتِونسَ الخَضراء رَوضٌ
بِهِ لِلعَيش رَغدٌ وَاِخضِرارُ

وَفيهِ المُصطَفى يَحيي البَرايا
بِفَضلٍ في البِلاد لَهُ اِنتِشارُ

تَيمن باسمِهِ وَاقدم عَلَيهِ
تَرى الإِقبال يقدمهُ اليَسارُ

أَميرٌ قَد سما عَزماً وَحَزماً
عَلى دَفع الخُطوب لَهُ اِقتِدارُ

وَزيرٌ قَد تَمكن في مَعالٍ لَها
بِأَكُفهِ قامَ المَدارُ

غَدا يَحمي المَعارف وَهِيَ تَجلي
لِأَنَّ حِماهُ لِلآدابِ دارُ

أَيا مَولى لَهُ عَظمت أَيادٍ
بِشُكرِ جَميلِها صَدح الهِزارُ

قَد اِتشَحَت صِفاتَكَ ثَوبَ نورٍ
عَلَيهِ راحَ يَحسُدُها النَهارُ

لِأَنَّ ضياءَها طَبعٌ غَريزٌ
وَذاكَ ضِياؤُهُ ثَوبٌ مُعارُ

نَراكَ طَلَعتَ بَدراً لِلأَعالي
وَلَكن لا خسوف وَلا سرارُ

سِياسات المَمالكِ حينَ تَبدو
عَلى كَلِمات فيكَ لها دوارُ

وَأَسياد القَبائل وَالمَوالي
إِلَيكَ عُيونَها أَبَداً تُدارُ

فَلِلراجِينَ أَسعادٌ وَبَشرٌ
وَلِلحُسادِ كَيدٌ أَو دمارُ

لِمعتَ بِجيد هَذا العَصر عَقداً
وَأَنتَ بِمعصم الدُنيا سوارُ

جَمعتَ اللَطفَ وَالإِفضالِ فَرداً
إِلِيهِ مِن بَني الدُنيا يُشارُ

فَمِن مُعناكَ تَكتَسِبُ المَعاني
وَتَعصُر مِن شمائِلَكَ العَقارُ