بَيْتَ سَمعَانَ دُمْ رَفيعَ البِنَاءِ - خليل مطران

بَيْتَ سَمعَانَ دُمْ رَفيعَ البِنَاءِ
فِي ظِلاَلَ الآبَاءِ وَالأَبْنَاءِ

وَاسْلَمِ الدَّهْرَ فَائِزاً بِمَزِيدٍ
فَمزِيدٍ مِنْ سَابِغِ الآلاَءِ

إِنَّ نَسْلاً إِلَى العَفِيفَةِ يُنْمَى
لَجَدِيرٌ بِأَوْفَرِ النَّعْمَاءِ

غَادَةٌ بَلْ قِلاَدَةٌ مِنْ مَعَانٍ
جُمِعَتْ في فَرِيدَةٍ زَهْرَاءِ

صُورَةٌ مِنْ بَشَاشَةٍ تَتَجَلَّى
فِي حُلِيِّ الشَّمَائِلِ العَصْمَاءِ

نِعْمَتِ الأُمُّ أَنْجَبَتْ خِيرَةَ الأُوْ
لاَدِ لِلبِرِّ وَالنَّدَى وَالْوَفَاءِ

نِعْمَتِ الزَّوْجُ عِفَّةُ وَوَلاَءً
لِلْقَرِينِ الْحُرِّ الصَّدُوقِ الْوَلاَءِ

إِنَّ سَمْعَانَ شَيْخُنَا وَحَبِيبُ اللَّ
هِ وَالخَلْقِ كُلِّهِمْ بِالسَّواءِ

هُوَ مِقْدَامُنَا الكَبِيرُ وَأَكْرِمْ
بِكَبِيرٍ خَلاَ مِنَ الكِبْرِيَاءِ

أَبَداً بَيْنَهُ وَبَيْنِي دَعَاوَى
نَتَقَاضَى بِهَا لِغَيْرِ الْقَضَاءِ

أَنَا أُثْنِي عَلَيْهِ وَهْوَ عَلَى الْعَهْ
دِ بِهِ غَيْرُ مُغْرَمٍبِالثَّنَاءِ

وَلَهُ الْحَقُّ إِنَّ فِي النَّفْسِ لا فِي
قَوْلِ مُثْنِ حَقِيقَةَ الْعَلْيَاءِ

وَلِيَ العُذْرُ هَلْ يَصِحُّ سُكُوتٌ
عَنْ فِعَالٍ تَدْعُو إِلى الإِطْرَاءِ

هذِهِ لَيْلَةٌ وَنَاهِيكَ فِي الدَّهْ
رِ بِهَا مِنْ يَتِيمَةٍ غَرَّاءِ

خَلَعَتْ حُلَّةَ السَّوَادِ وَلاَحَتْ
فِي دِثاَرِ مِنْ بَاهِرِ الَّلأْلاَءِ

فَمَصَابِيحُ تَمْلأُ الأَرْضَ نُوراً
وَمَصَابِيحُ مِثْلُهَا فِي السَمَاءِ

وَمَشِيدٌ مِنَ الصُّرُوحِ رَحِيبٌ
جَمَعَ المَجْدَ كُلَّهُ فِي فِنَاءِ

تَاهَ بِالعِلْيَةِ السَّرَاةِ مِنَ القَوْ
مِ وَبَاهَى بِالنُّخْبَةِ النُّبَلاَءِ

جَادَهُ كُلُّ مَغْرِسٍ مُسْتَحَادٍ
بِحِلىً مِنْ فُروعِهِ الخَضْرَاءِ

وَإلَيْهِ أَهْدَتْ أَفَانِينَ مِن أَز
هَارِهَا كُلُّ رَوْضَةٍ غَنَّاءِ

عَقَدَ السَّعْدُ فِيهِ عَقْداً جَمِيلاً
ضَمَّ رَبَّ الحُسْنَى إِلى الْحَسْنَاءِ

وَشَدَا سَاجِعُ الأَمَانِيِّ فِيهِ
يُوسُفَ الخَيْرِ فُزْ بِخَيْرِ النِّسَاءِ

فُزْ بِغَيْداءَ أُوتِيَتْ فَضْ
لاً عَلَى كُلِّ حُرَّةٍ غَيْدَاءِ

سَمْحَةِ القَلْبِ ظَاهِرٍ لُطْفُ مَا
تُضْمِرُهُ فِي جَبِينِهَا الوَضَّاءِ

عَفَّةٌ فِي تَأَدُّبِ وَعُلُوٌّ
فِي اتِّضَاعٍ وَرِقّةٌ فِي إِبَاءِ

حُسْنُ مَبْنَىً أَحَبُّ مَا في حُلاَهُ
أَنَّ حُسْنَ المَعْنَى بِهِ مُتَرَاءِ

وَكَمَالُ الْجَمَالِ مِنْ كُلِّ وَجهٍ
أَنْ يُرَى فِي الوُجُوهِ صِدْقُ المَرَائِي

يَا لَها مِنْ فَتَاةِ عِزٍّ نَمَاهَا
عُنْصُرٌ يَرْتَقِي إِلَى الجَوْزَاءِ

فِي بُنَاةِ العُلَى أَبُو شَنَبٍ
شَادُوا صُرُوحاً لِلعِزَّةِ القَعْسَاءِ

حَسَبٌ زَادَهُ سَنى وَسَنَاءً
نَسَبٌ جَامِعُ السَّنَى وَالسِّنَاءِ

زَفَّ عَذْرَاءَهُمْ إِلَى كُفُؤٍ لَي
سَ لَهُ فِي السَّرَاةِ مِنْ أَكْفَاءِ

هُوَ فَخْرُ الشَّبَابِ وَهْوَ الفَتَى
يَحْفَظُهُ اللهُ فَاقِدُ النُّظَرَاءِ

يَا حَكِيماً عَلَى الحَدَاثَةِ فِي السِّ
نِّ تَقَدَّمْتَ سُنَّةَ الحُكَمَاءِ

لَمْ نُحَدَّثُ عَنْ مُبْتَ
كِرٍ مَا ابتَكَرْتَهُ فِي العَطَاءِ

أَكْثَرُ الجُودِ عَنْ هَوىً غَيْرَ أَنَّ ال
رَّيْبَ يَقْفُو مَسَالِكَ الأَهوَاءِ

وَبَدِيعٌ فِي مَأْثَرَاتِكَ دَامَتْ
أَنَّهَا مِنْ وَلاَئِدِ الآرَاءِ

فَهْيَ تُغْنِي مِنْ فَاقَةٍ وَتُدَاوِي
مِن سَقَامٍ وَتَفْتَدِي مِن عَنَاءِ

كَمْ نُفُوسٍ مَلَكْتَهُنَّ بِنُعْمَى
وَصَلَتْ مَا قَطَعْنَهُ مِنْ رَجَاءٍ

هَلْ يَحُلُّ السَّوَادَ فِي كُلِّ قَلْبٍ
غَيْرُ مَنْ جَادَ بِاليَدِ البَيْضَاءِ

وَحُلَى العَقلِ فِيكَ شَتَّى وَأَحْلاَ
هَا لَدَى الأَزْمَةِ ابتِدَارُ الذَّكَاءِ

تَنْظُرُ النَّظْرَةَ البَعِيدَ مَدَاهَا
فَتَرَى مَا بُكِنُّ قَلْبُ الْخَفَاءِ

تَتَّقِي الخَطْبَ فِي مَظِنَّتِهِ وهْ
وَ جَنِينٌ فِي مُهْجَةِ الظَّلْمَاءِ

هَكَذَا هَكَذَا الرِّجَالُ أُولُو العَزْ
مِ فَعِشْ سَائِداً وَدُمْ فِي صَفَاءِ

وَابْلُغِ الغَايَةَ التِي تَبتْغِيها
مِنْ فَخَارٍ حَقٍّ وَمِنْ عَلْيَاءِ

صَانَكَ اللهُ وَالعَرُوسَ مَدِيداً
فِي سُرُورٍ وَنِعمَةٍ وَرِفاءِ