عادت إِلى الأشجارِ أوراقَها - رشيد أيوب

عادت إِلى الأشجارِ أوراقَها
وعادتِ الدنيَا تُثيرُ الشّجون

تذكّرَ المسكين وادي الحمى
ونامَ بالأحلامِ تحتَ الغصُون

مُرّي عَلَيهِ اليومَ ريحَ الصَّبَا
وأيقِظيهِ من سُباتِ الجنون

تَحَرّشي بالوَرَق
وأسمِعِيهِ الحفيف

ردّي إليه الرّمَق
من قبل يأتي الخريف

يومَ تمرّينَ على نائمٍ
أحلامهُ قد بدّدتها المنون

قالوا ربيعٌ قلتُ أين الصّبَا
أينَ الفَراشاتُ وأينَ الطيور

أيّامَ أعدو خلفها حافياً
وكيفما في الحقلِ دارَت أدور

طائرةٌ لكنّني مثلهَا
من فرحي ما بينَ تلك الزهور

وكلُّ ما في الوجود
لَنَا حَلالٌ مُباح

لا عاذلٌ لا حسود
لا غربةٌ لا انتزاح

هذا ربيعٌ أعطني مِثلَهُ
وخذ إذا ما شئتَ كلّ الدهور