للهِ عِلمُ الخفَايا - رشيد أيوب

للهِ عِلمُ الخفَايا
وما تكنّ الطّوايا

هَيهات أسلو دياراً
قَضَيتُ فيها صِبايا

فيها الرّفاقُ أقاموا
ثمّ استَحَثّوا المَطايا

يا قلبُ لَولا التّأسي
لطِرتَ مني شَظايا

لا بُدّ تصفُو الليالي
وفي الزوايا خَبايا

وأنت يا حسن صبري
لَولاكَ رثّت قوايا

يا نجم لو كنت تبكي
لمَا بكيتَ سِوايا

فكم سهِرتُ الليالي
أشكو إِلَيكَ هَوايا

يا دار هل فيكِ باقٍ
ما بينَ تلكَ البقايا

حَمّلتِ نفسي هموماً
كَأنها حمَلايا

بَيني وبينك بَحرٌ
تموجُ فِيهِ المَنايا

حربٌ ضرُوسٌ ولكن
أحداثها في حَشايا

لا طاوَعَتني القَوافي
حتى وشُلّت يدايا

إذا انتَضَيتُ يراعاً
وما طعنتُ عدايا

فصادقي يا دراري
وسجّلي يا برايا

حتى يجيء زمَانٌ
حرٌّ كريمُ السّجايَا

العُربُ فيه ملوكٌ
والتركُ فِيه رعايا